Tevfik Mutluluğu Tarihi
البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك
Araştırmacı
د .أحمد زكريا الشلق
Yayıncı
دارالكتب والوثائق القومية
Baskı Numarası
الثانية
Yayın Yılı
1426هـ /2005 م
Yayın Yeri
القاهرة / مصر
فصار العلماء يلقون هذه الأوهام في أذهان تلامذتهم وهم ينشرونها بين العامة | فازداد بذلك الكلام في هذه المسألة ولكن لم يزعزع هياج العلماء والقواد | وتذمرهم شيئا من أركان ثبات محمد علي باشا ، لكنه توقيا مما عساه يقع مما لا | تحمد عقباه صار يحضر التمرينات بنفسه كل يوم وولده إبراهيم باشا وبقية | أعضاء عائلته وحاشيته . ويحكى أن الأمير إبراهيم باشا كي يكون قدوة للعسكر | ويعودهم على تحمل مشاق النظام العسكري والطاعة لرؤسائهم طاعة عمياء في | كل ما يؤمرون به انتظم في سلك العساكر الذين يتعلمون فأخذ بندقية ووقف | أمام الصف فلما رآه ( سيف ) أمام الصف وبخه على ذلك وقال له إن كنت تريد | التعلم فاتبع أحكامه وقف في آخر الصف مع أترابك فامتثل وهو كاره ليظهر | بذلك التحمل للحاضرين معه من الجند ويعلمهم أن التحمل هو الطاعة وهي | | أول الواجبات المفروضة على الجندي وبدونها لا يستقيم نظام الجيش واستمر | التعليم عدة أيام على هذا المنوال .
وأما التذمر فكان آخذا في الازدياد يوما عن يوم حتى خيف أن هذه الفتنة | تسري إلى العسكر فإنها لو وصلت إليهم لكانت الحاسمة والقاصمة لهذا | المشروع ، فجمع محمد علي باشا مجلسا خاصا للتروي والمشاورة في اتخاذ الطرق | المؤدية إلى إتمامه بدون تشويش ولا حصول فتنة تؤدي إلى سفك الدماء فقر | رأيهم على أن يرسل سيف وفرقته إلى أسوان في الصعيد ليتم تعليمهم هناك ، | وبعد ذلك ينظر فيما يكون إجراءه وكانت تلك الفرقة مؤلفة من ثلاثمائة أو | أربعمائة شاب من المماليك الخاصة بمحمد علي باشا ، وكان جلهم من الجراكسة | وما جاورهم ممن لم يعرفوا من النظامات العسكرية شيئا بل هم متعودون على | الحروب بدون انظام في جبالهم الشامخة التي يكسو بعضها الثلوج الدائمة وكانوا | حسان الصور أقوياء أصحاء سريعي الحركات أخفاءها مطيعين لأوامر سيدهم | في كل ما أمرهم به بدون أدنى معارضة وقد اختارهم محمد علي باشا ليكونوا | أول فرقة نظامية لما يعهده فيهم من الإستعداد والنباهة حتى إذا أتموا تعليمهم | صاروا رؤساء ومعلمين لغيرهم ممن يراد انتظامه من أولاد المصريين .
فسافر بهم سيف إلى أسوان ليكون بعيدا عن العاصمة وعن دسائس | المعارضين للنظام الجديد وعن غواية الغاوين وفساد المفسدين ، واشتغل بتعليمهم | هناك الحركات العسكرية على النمط الأوربي وما يلزمها ويتبعها من ركوب | الخيل والضرب بالسيف إلى غير ذلك وكان دائما يلقي في نفوسهم حب هذه | المهنة الشريفة ويذكر لهم ما حدث لنابليون وكيف ارتقى إلى أن صار امبراطورا | على فرنسا واستولى على أغلب عواصم أوربا وكيف أن سائر القواد الذين | ساعدوه على ذلك كانوا من أولاد الفقراء وتقدموا بجدهم واجتهادهم وحصلوا | على هذه الرتب العالية ، لينشطهم ويبث في قلوبهم الحمية العسكرية والنخوة | الحربية ليكونوا مثالا للعساكر الذين سيكونون تحت إمرتهم في المستقبل . |
Sayfa 97