Tevfik Mutluluğu Tarihi
البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك
Araştırmacı
د .أحمد زكريا الشلق
Yayıncı
دارالكتب والوثائق القومية
Baskı Numarası
الثانية
Yayın Yılı
1426هـ /2005 م
Yayın Yeri
القاهرة / مصر
فعاد من ساعته إلى القاهرة ليتهيأ للسفر إلى الحدود منشرح الصدر قرير | العين لتحسن المستقبل أمامه ولكي يسهل عليه محمد علي باشا الأمر | والإجراءات الإدارية اللازمة لصرف ما يلزمه من المال والميرة أرسل الأوامر | الشديدة إلى سائر الجهات بإعطائه كل ما يلزمه بدون احتياج إلى الحصول على | إذن خصوصي وبتنجيز كل طلباته بغاية السرعة حتى لا يكون ثمة مانع من | سفره . ولما تم له جميع ما يلزمه في هذه الرحلة سافر من القاهرة في بحر شهر | يوليو سنة 1819 في إحدى مراكب الحكومة الشراعية فوصل إلى مدينة | أسيوط بعد ثمانية أيام لمساعدة ريح الشمال له وعدم حدوث أنواء عاقته عن | السير وكان معه في هذه الرحلة أحد مأموري الحكومة المصرية ليكون معينا له | | في تنفيذ أوامره ومزيجا عنه ما يعتريه في سبيل العقبات الشاقة ، هذا هو ظاهر | مأموريته ، وفي باطن الأمر أن يكون مراقبا عليه خشية من أن يكون مرسلا من | قبل إحدى الدول الأجنبية بمأمورية سرية لإكتشاف أمر ، وليرى أيضا كفاءته | ومقدرته على العمل وهل يمكن أن تحال عليه مهمة عظيمة كتشكيل الجيش | المصري وتدريبه على النمط الأفرنكي ولم يعارض ( سيف ) في استصحابه ، بل | سر من ذلك عازما على الاستعانة به على معرفة طباع البلاد وإطلاعه على | أخلاق أهلها حتى لا يحصل منه أدنى أمر مغاير لعوائدهم وأحوالهم الوطنية | والدينية .
ولم يزل سائرا حتى وصل إلى أسوان ، حدود الحكومة المصرية وقتئذ بعد أن | شاهد في طريقه العجائب من آثار المصريين القدماء الموجودة على ضفتي النيل | وبقايا مدينة طيبة التي كانت في ذلك الوقت مطمح أنظار السائحين لقرب عهد | أوربا بمعرفتها في أثر أعمال واكتشافات اللجنة الفرنساوية العلمية التي أتت | مصر مع بونابرت قائد الجيوش الفرنساوية التي أغارت على هذه البلاد في | أوائل هذا القرن إذ كانت العلماء تؤم مصر من سائر أنحاء أوربا لحل رموز | الكتابة الهيروجليفية ( لسان قدماء مصر ) التي بقيت معماة حتى فيضن الله العالم | الفرنساوي ( شامبوليون ) فحل رموزها وفك عقودها وأزاح ظلماتها مع أن | المصريين كانوا أحرى بذلك وأولى بما هنالك .
Sayfa 92