Tevfik Mutluluğu Tarihi
البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك
Soruşturmacı
د .أحمد زكريا الشلق
Yayıncı
دارالكتب والوثائق القومية
Baskı
الثانية
Yayın Yılı
1426هـ /2005 م
Yayın Yeri
القاهرة / مصر
وبمجرد ما أطلقت المدافع من قلعة ( فيل فرانش ) إيذانا بقدوم سموه أطلق | الأهالي بنادقهم في الهواء تعظيما لمقام زائرهم الأفخم وبعد قليل أحاط بعربته | جم غفير من الأهالي حاملين مشاعل متقدة ولم يزالوا مرافقين له ومتابعيه حتى | وصل إلى المدينة فتابعوا إطلاق البنادق مهللين بأصوات الفرح والبشر ، وكان | بانتظاره عند تشريفه المدينة شيخ البلد وقسيسها فقابلاه وخطب كل منهما | خطبة وجيزة هنأ بها سموه على سلامة الوصول وأظهر في خلالها ما نال بلادهم | من الشرف بتشريف جنابه الأكرم وختم كل منهما عبارته بطلب البقاء له من | بادئ النسمات ومبدع الكائنات وشافي العلل والآفات ، ثم مرت عربته من تحت | | قنطرة نصر أقيمت في أول شارع احتفالا وتزيينا لجنابه وكان مكتوبا عليها هذه | الكلمات إلى المنصور في قونية ونصيبين ، وعند باب الحمام أقيم له قنطرة | أخرى عليها هذه الجمل الأربع إلى نجل محمد علي باشا الأكبر إلى | ممدن الشرق إلى صديق فرانسا إلى الشجاع المصري .
ولما وصل سموه إلى الحمام توجه بلا توان إلى المحل الذي كان معدا لجنابه | الرفيع في لوكاندة الحمام وأخذ الجمع في الإنصراف رويدا وقضى سموه في مياه | قرنية أربعة أشهر طلبا للشفاء فكانت صحته تتحسن يوما عن يوم حيث أن | الهواء وافقه سيما بملاحظة همة الدكتور لالمان طبيبه الخاص ولكنه سئم الإقامة | في هذه الجهة المنعزلة وفضل مبارحتها عن الإقامة بها لولا تشديد طبيبه عليه ، | نعم كان يزوره أحيانا الجنرال كونت دي كستلان قائد أوردي بربنيان وبعض | من موظفي الحكومة في هذا الإقليم وما كانت هذه الزيارات القليلة تكفي | لتسليته ففي أوائل شهر فبراير أذن له الدكتور لالمان بالتوجه إلى بربنيان لو أراد | بشرط أن يكون انتقاله في عربة تسير الهوينى فرضى سموه بهذا الشرط .
وسافر إلى المدينة في 5 فبراير سنة 1846 حتى وصلها في الساعة الحادية | عشر بعد الظهر بدون أن يعلم الجنرال كونت ( دي كستيلان ) وكان بمعيته | طبيبه الذي كان لا يفارقه أصلا وبعد أن قضى سموه يومين عاد إلى الحمامات | وفي 4 مارث زار هذه المدينة مرة أخرى فقابله فيها الجنرال ورافقه عند عودته | إلى خارج المدينة وكان هناك فرقة من جنوده وأركان الحرب تشتغل بوضع | قنطرة من السفن على نهر يمر بالقرب من المدينة لمرور العساكر قصد التمرين | فتم وضعه في أقل من القليل ولم يحتج إلى مضي وقت من الزمن ومر عليه الجيش | بحضور سموه فسر من مهارتهم وسرعة حركاتهم وإتقان عملهم ثم عاد إلى فرنية | مصحوبا باليمن والإقبال ولما تم الشفاء لسموه في أوائل ابريل عزم على السفر | إلى مدينتي باريس ولوندرة وأخبر والده بذلك فكتب سمو الوالي رحمه الله إلى | حكومتي فرنسا وانكلترا يخبرهما بقدوم ولده إليها بقصد السياحة .
Sayfa 224