الفصل التاسع
قاسم أمين وباحثة البادية: المقابلة بينهما (تابع وخاتمة)
قال المقتطف في وصفه حفلة التأبين لقاسم، إنه ورد في خطاب السيد رشيد رضا الكلمات الآتية:
أخبرني قاسم أمين أنه كان يوما اطلع على ما كتبه الدوق داركور غافلا عن حال النساء بمصر، فآلمه ذلك النقد والتشنيع فاندفع إلى الرد
1
بوجدان الغيرة، وبعد أن شفى غيظه وأرضى غيرته بذلك عاد إلى نفسه وفكر في الأمر فرأى أن كثيرا من العيوب التي عاب الدوق بها البيوت المصرية صحيح في نفسه فبعثه ذلك إلى درس هذه المسألة. وانتهى به البحث والتنقيب إلى تصنيف كتاب «تحرير المرأة».
والواقع أن من طالع الرد على الدوق داركور وعلى كتاب «تحرير المرأة» رأى أن فكر قاسم ارتقى واتسع وتسامى في الفترة التي مرت بينهما. وقد عزز هذا الكتاب بكتاب «المرأة الجديدة» ردا على معارضيه فجاء كالكتاب الأول، بل أقوى حجة وأوضح دليلا. فقسمه إلى حرية المرأة، والواجب على المرأة لنفسها، والواجب عليها لعائلتها، ثم التربية والحجاب، وخاتمة ترسم صورة الأفكار في تلك الأيام بالنسبة إلى المرأة. أما الحرية فلا بد من منحها إياها لأنه لا يظن «أن عقلا يقبل أن تعتبر المرأة إنسانا كامل العقل والحرية من جهة استحقاقها لعقوبة الشنق إذا قتلت، ثم تعتبر أنها ناقصة العقل بحيث تحرم من حريتها في شئون الحياة العادية.»
2
فقال:
على أن ما قيل ويقال من أن حرية النساء تعرضهن للخروج عن حدود العفة كله كلام لا أصل له، تبطله التجارب وينبذه العقل؛ إذ التجارب المؤسسة على المشاهدات الصحيحة تدل على أن حرية النساء تزيد في ملكاتهن الأدبية وتبعث فيهن إحساس الاحترام لأنفسهن وتحمل الرجال على احترامهن.
Bilinmeyen sayfa