ولقد كان الشعر العربي قد جمد في صوره وأساليبه وموضوعاته في القرون الأخيرة من العصر العباسي بتحكم الأعاجم في شئون الدولة، وقلة تشجيعهم للشعراء، وبتوالي الفتن على الممالك الإسلامية، ثم انتعش الشعر في وادي النيل مدة الفاطميين (358-576) الذين كان لهم باللغة العربية عناية عظيمة، وفي عهد الأيوبيين (576-650) الذين راجت في عهدهم القصير فنون العلم والأدب، وازدهرت المدنية.
وفي هذا العهد نشأ البهاء زهير ووسع شعره كل ما أنتجت مدنية ذلك العهد من ثمرات.
قال هيار في كتابه «الأدب العربي»:
إن شعر بهاء الدين زهير المهلبي، كاتب السر في الدولة المصرية، يجعلنا ندرك ما بلغه لسان العرب من المرونة والاستعداد للتعبير عن ألوف من دقائق العواطف التي صقلتها مدنية خلفاء صلاح الدين الزاهية.
وفي ترجمة ابن خلكان للبهاء زهير ما يدل على أن شعر بهاء الدين زهير كان مجموعا في حياته، متداولا بأيدي الناس، قال ابن خلكان في تلك الترجمة:
وشعره كله لطيف، وهو كما يقال: السهل الممتنع، وأجازني رواية ديوانه، وهو كثير الوجود بأيدي الناس ... إلخ.
وفي النسخ الخطية الموجودة بدار الكتب المصرية من هذا الديوان ما يدل على أن بعض تلامذته جمع شعره وزاد فيه على ما في ديوانه؛ ففي آخر صحيفة من نسخة خطية (رقمها 2051 أدب) ما نصه:
قال جامع هذا الديوان - وهو تلميذ الشيخ: هذا آخر ما وجدت من شعر أبي الفضل زهير بن محمد بن علي المهلبي - رحمه الله - وأثابه الجنة بمنه وكرمه.
وفي هذه النسخة مقدمة جاء فيها:
كل ما كتب في هذا الديوان وقلت: قال رحمه الله؛ فإني كتبته بعد موته رحمه الله بدمشق المحروسة - حماها الله تعالى - في جمادى الأولى من شهور سنة سبع وستين وستمائة ولم أسمعه منه. ا.ه.
Bilinmeyen sayfa