خلني منك خلني
ولا أن يقول:
سمع الناس وقلنا
وافتضحنا واسترحنا
أستعفر الله! هم لا يريدون ذلك؛ بل ولا يقدرون عليه، فإنما هو السهل الممتنع، كما يقول ابن خلكان، ولا بد من عبقرية كعبقرية البهاء زهير لتوفق هذا التوفيق في إنشاء أشعار من الطراز الأول، يطرب لها الخاصة، ولا تكون العامة أقل بها طربا، بلسان هو لسان التحاور ولسان البيوت والأسواق.
لم يكن البهاء زهير عاجزا عن مجاراة غيره من الشعراء المتزمتين في تخير الألفاظ العربية، المتأنقين في تزيينها بالمحسنات؛ فقد كان رجلا عالما درس الأدب والدين، وعرف من أخبار العرب الجاهلية والإسلامية ما ينم عليه شعره؛ إذ يشير إلى الحوادث، ويذكر أسماء كثيرين من الشعراء وغير الشعراء، واختياره لكتابة السر في عهد الأيوبيين دليل على منزلته من الرياسة العلمية والأدبية في ذلك العصر.
بل البهاء زهير قد سلك مسلك غيره من الشعراء في تعبيراتهم وتفكيراتهم في مدائحه. ومدائح البهاء زهير - في غالبها - دون سائر فنونه الشعرية طرافة وإبداعا، مع أنه شاعر القصر في عهد الأيوبيين، كما يقول هيار، ومن أمثلة هذه المدائح:
لك الله من وال ولي مقرب
فكم لك من يوم أغر محبب!
حللت من المجد الممنع في الورى
Bilinmeyen sayfa