فمما ورد في أمير المؤمنين [ ]علي عليه السلام خاصا به دون غيره مصرحا بعصمته آية الولاية وهي قوله تعالى بعد ذكره لولايته تعالى وولاية رسوله [صلى الله عليه وآله وسلم] بقوله تعالى:[ ] {إنما وليكم الله ورسوله}(1) ثم قرن تعالى ولاية علي عليه السلام بولايته تعالى وولاية رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله تعالى بعد ذلك:[ ] {والذين أمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}(2) ثم أخبر تعالى بعد هذا تغلب من اتبعه تعالى واتبع رسوله واتبع المؤمنين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون، فقال تعالى في ذلك {ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون} يعني تعالى دينهم هو الغالب لسائر الأديان وهم غالبون لعدو الله تعالى في الدنيا والآخرة أو في الآخرة حيث امتحنوا في الدنيا أجمعت الأمة أن الآية نزلت في علي عليه السلام لتثبيت ولايته؛ لأنها أجمعت الأمة أنه آتى السائل خاتمه عن زكاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين سأل هل من صدقة فلم يجبه أحد وكان علي عليه السلام في صلاة فريضة فأعطاه الخاتم بفعل يسير في حال الصلاة، والقصة مشهورة في السير بتمامها، وأجمع أهل البيت عليهم السلام وإجماعهم حجة قاطعة أنها نزلت فيه دون غيره، وكل من قرن الله تعالى ولايته بولايته تعالى [24أ] وولاية رسوله صلى الله عليه وآله وسلم على الإطلاق وجعل المتبعين له حزبه تعالى على الإطلاق، فهو معصوم بإجماع الأمة؛ لأن الله تعالى عدل حكيم وغيرها من الآيات ومن الأحاديث ما اشتهر بين الأمة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال يوم خيبر: {لأعطين الراية غدا رجلا كرارا غير فرار يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله لا يرجع حتى لا يفتح الله على يديه))(1) وذلك تفسير لقوله تعالى:[ ] {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه}(2) أي يرجع إلى الكفر أو يرجع عن التقدم حيث أمر من غير جواز الرجوع فيرجع عن الدين الذي هو وجوب نكاية أعداء الله مع الإمام، ثم قال تعالى بعد ذلك: {فسوف يأت الله بقوم} يعني تعالى يأمرهم وإلا فقد وجدوا، ثم قال تعالى:[] {يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء}(3) فوقع يوم خيبر ما صرح بأن هذه الآية في علي عليه السلام ومن شهد الله تعالى له بأنه يحبه على الإطلاق فهو معصوم وذلك إجماع وغير ذلك مما بعضه يكفي.
Sayfa 106