فصل وإذا قد ثبت أن العقل عرض فلا بد لكل عرض من محل ولا يكون محلا لغيره يعقل إلا الأجسام، والحال لا بد أن يتقدم عليه أو يقارنه محله إذا كان الحال عرضا فلا يصح تقدم العقل في الخلق على محله الذي هو الجسم فيبطل قول الفلاسفة أن العقل أول مخلوق إذ ما لا يتصور لا لأجل العجز لا يصح إثباته لأنه محال.
وأما احتجاجهم بالحديث وهو قوله -صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن أول مخلوق خلقه الله العقل))(1) إلى آخره فإنه معارض لقوله -صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن أول ما خلق الله تعالى الهواء ....))إلى آخره، فإن فرضت صحته تأول بأن المقصود أنه أول ما خلقه الله من الصفات الشريفة في أهله لأنه أصل كل خير في المخلوقين والله أعلم.
Sayfa 61