فصل يجب على كل نبي التبليغ إلى من أرسل إليهم على ما قررنا أولا فإذا خولف فعليه القتال مع الأنصار التي يغلب بظنه أنهم مع نفي أسباب الخذلان يغلبون أو يمنعون أنفسهم من الاستئصال ومع خلاف هذا ليس عليه إلا التبليغ والتعليم بالتي هي أحسن، وكذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالقول أثر أم لا، وعلى من أتاه من القول العنيف والضرب والجرح والقتل بعد أن يؤمروا بذلك، وهذا معلوم ضرورة من دين كل نبي من الأنبياء -عليهم السلام.
فصل [في أوجه الاختلاف والاتفاق بين شرائع الأنبياء (ع)]
لا تختلف شرائع الأنبياء عليهم السلام في العدل والتوحيد وقبح الكذب إلا من باب الإضافة إلى كل نبي اختلاف وحي لا ينسخ بذلك الأول نسخ إبطال بل اختلاف قول والمعنى واحد فهي شريعة جديدة باعتبار النسبة إلى صاحبها فقط، ولذلك قال -صلى الله عليه وآله وسلم: ((أين يتاه بكم عن علم تنوسخ من أصلاب أصحاب السفينة حتى صار في عترة نبيكم))(1).
قال الهادي عليه السلام هو علم العدل والتوحيد، وأما في غير ذلك فتختلف قولا وحكما وفي اختلافها يقول الله تعالى:}لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا}(2) وغيرها من الآيات.
Sayfa 153