قلنا: المانع من إرسال غير الجنس المفسدة كالتنفير والوحشة المانعة من حصول المقصود، والجن لا يستوحش من الإنس ولا ينفر منهم فلا مانع.
فأما قوله تعالى: {يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا}(1) .
قلنا: ذلك توبيخ للثقلين يوم القيامة، وإنما قيل للثقلين رسل منكم؛ لأنه لما جمع الثقلين في الخطاب صح ذلك وإن كان من أحدهما كقوله تعالى: {يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان}(2) وهو من المالح حين يمطر، ويجوز أن يريد تعالى رسل الرسل لقوله تعالى {ولوا إلى قومهم منذرين}(3) ويجوز أن يريد برسل الجن الرسل إلى الجن المتقدمين لخلق آدم، فيجوز أن تكون رسلهم قبل أن يخلق تعالى آدم جنا يرسلهم الله تعالى إليهم من جنسهم، وبعد خلق آدم الرسل إلى الإنس والجن من الإنس على ما قررنا، ورسولنا محمد خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم مرسل إلى الإنس والجن إجماعا وبنص القرآن.
Sayfa 134