============================================================
ذكر حكمة أخرى تليق بقسم آخر غير من أشار إليه ابن القيم: قال أبو بكر محمد بن إسحاق الكلاباذي في كتاب لامعاني الأخبار"، عقب حديث أبي موسى الذي تقدم سياقه في الطاعون: إن الله عز وجل اختض المؤمن لنفسه، وصرفه في محابه، وجعل كل أحواله خيرا له، وأراد به الخير في كل ما أصابه من ضراء وسراء وألم(1) ولذة. وقيض له من يواليه إرادة الخير به، من ملك يستغفر له اونبي يشفع له](2) ومؤمن يعاونه. وجعل له من يعاديه إرادة الخير به؛ (1/35) من شيطان يذله وعدو يقاتله وجني يخزه. وهو عز وجل) للمؤمن حافظ وناصر، ولأعدائه مخز قاهر. والمؤمن هو الذي إذا أصابته سراء فشكر، فكان خيرا له، وإذا أصابته ضراء فصبر، فكان خيرا له:: ثم ذكر جواب إشكال في تسليط الجن على المؤمن، مع كونه محفوظا في جميع آموره، فقال: كما جاز أن يطعنه عدوه الظاهر بالرمح والسيف في وقت، مع آنه في اكثر أوقاته قد منعه الله منه بالرعب تارة والقوة والنصر أخرى، لكنه قد يريد به الخير ونيل درجة الشهادة فيقتله العدو، وربما استولى العدو أيضا على دار المسلم وماله مع قوله تعالي: وأنتم الأعلون}(2)، وقوله تعالى: (وكن يجعل الله للكلفرين على المؤمنين سبيلا }(4)، فكذلك يجوز أن يطعنه عدوه من الجن، مغ آنه في اكثر أوقاته قد منعه الله تعالي منه بالمعقبات من الملائكة، لكنه قد يريد به الخير(4) ونيل درجة الشهادة، فيمكن من وخزه، مع: قوله تعالى : إن كيد الشيطن كان ضعيفا (2) .
(1) ف: (من خير آو شز أو آلم)، مكان: (من ضراء وسراء وألم)- تصحيف.
(3) آل عمران: 139.
.4233 5) (الخين ليست في ظ: 4) النساء: 141 (2) النساء: 26
Sayfa 88