254

============================================================

وحاصله أن دعاءه لأمته بذلك، لا يستلزم منع الدعاء برفع الطاعون إذا وقع، فينزل طلب الوقوع(1) على أن يقع ذلك لمن انقضى أجله، بأن يموت به، لتحصل له درجة الشهادة بأحد الأمرين: وينزل طلب الرفع على أن لا يقع ذلك عاما، فيموت الجمع الكثير في الزمن اليسير، فيقع بسبب ذلك من خراب غالب البلد، وتعطيل كثير من المعايش وشماتة عذو الدين، ما لا يتوقف العالم عن الدعاء برفعه.

فكونه نازلة إنما جاء من إصابته للجم الغفير في الزمن اليسير، بخلاف ما لو وقع الموت به لواحد بعد واحد. وكونه رحمة، وفن يموت به يكون شهيدا، لا يدفع كونه نازلة؛ كما أن العدو إذا نزلوا(2).

بلد المسلمين، فإنه لا يتوقف [عن](2) الدعاء للمسلمين بالسلامة والنصر على أعدائهم، وإن كان من يموت بأيدي العدو حينيذ يكون شهيدا لا محالة: وإلى هذا الجواب نحا تاج الدين السبكي، ثم قال: هذا من 1/94 حيث الدعاء برفعه مطلقا عن أهل البلد، وأما دعاء الشخص/ الخاصل لنفسه بأن لا يقع، فلا يظهر لي فيه محذور؛ فإنه يسأل أن لا ينزل به عاهة ويعينها؛ فكأنه قال: لا تسلط علي فلانا الظالم وقد دعا النبي لأنس بطول العمر، والخبر بذلك ثابت في "الصحيح"؛ وهو صريح في جواز الذعاء بطول العمر. ويؤخذ من قوله تعالى: وأن استغفروا رتكزئم تونوا الته يستغكم منعا حسي الك أجل مستى} (4). . إلى غير ذلك.

(1) في الأصل: الرفع، مكان: الوقوع، ولا يتجه الكلام به، فأثبت ما في ف، ظ: (2)ف، ظ: نازلوا.

(3) من ف، ظ (4) هود: 3.

Sayfa 254