ناعسة :
سمعا يا عماه (تخرج من اليسار).
أسامة :
فارس العين والضمير حسين لحظ مني أني أستحيي أن أرى فارس أميمتي بعيني فأقالني، بارك الله ... مضى اليوم أشهر أربع لم أره فيها إلا فواقا في حظيرة أبيه، كأنما كان يتجنب لقائي، وكان لا يفارق مجلسي لحظة، ولا يميل عني هنيهة ... أحبه ورب الكعبة، ولكن، واسوأتاه ... ماذا يخجلني منه وأنا أسلمه عرض ابنتي بيدي؟! ... آه! هذا يؤلمني، لعن الله الشيطان! يلقي في روعي كأني أبيح عرضي مستبيحا ... لا ... رب آمنت بك، وبكتابك، وسنة نبيك، ولكني لا أطيق تخيل ابنتي بين ذراعي سواي ... آه! إنك اللهم تعذبني بما أخذت به حماي؛ إذ حماني رؤية أمها بعد الخطبة ... لقد آليت يومئذ لا أحرم الخاطب رؤية ابنتي، وأراني اليوم حنثت، وإن لم أمنعه. كلا، سأقلع عن هذا أو فلأزفها إليه وشيكا لأقال طول النظرة، وي! كلا ... لا أفارقها، ليعش معي ... أجل ... ليعش معي ... (يسكت ويراجع نفسه)
لا أراه بعيني ... كلا ... ليعش بعيدا عني فلن أراه، هذا عرض يباح فما يهمني أحل أم حرم! كلا، من يطيق هذا؟! (يعاود نفسه)،
وأعيش كالشجرة الملحاة! أعيش، ولا أميم. أعيش، ولا حسين (يسكت)
رب أولني منك عطفا ... أنزل على نفسي السكينة ... رب اهدني بهداك (يركع مستقبلا القبلة ويسجد)
حمدك اللهم هذي سنة خلقك يا أكرم الأكرمين (ويظل راكعا مستقبلا القبلة، ويدخل حسين تتبعه أخته ناعسة، فينتظر أن حتى يتم صلاته، فإذا سلم أسامة يسارا ورأى حسينا نهض إليه)
هلم إلى صدري يا بني ... أنت أحب الناس إلى نفسي ... لا تأخذني بما أجرمت إليك، ابق هنا، لا تبرح حتى أزف إليك أميمة.
مياح :
Bilinmeyen sayfa