94
أدهم؛ من صفته كذا ومن صفته كذا؛ فقال المعتمد: صدقت، قد سمعنا تحتك صهيله، ثم قال المعتمد: قولوا في هذا شيئًا؛ فقال بعض الحاضرين: وضرطةٍ كالجرس فقال المعتمد: أو كصهيل الفرس فقال الشاعر: أفلتها صاحبنا فقال المعتمد: عند انصرام الغلس فقال الشاعر: سمعتها من سبتةٍ فقال المعتمد: وأصلها من تنس وأخبرني الأديب أبو عبد الله محمد التوزورى قال: حدثني الشيخ الباغاني النحوي قال: تذاكرت مع الشيخ الزاهد اليشكري ﵁ أمر أبي الهيثم الشاعر، فقال: اجتمعت به ليلةً، وكان نديمنا فيها فتى راميًا وضئ الوجه، فقلت له مستخبرًا قريحته، وسالكًا به من التصنع غير مذهب: أجز ما أقول: نشبت نشائب حب هذا الناشب فقال: بحشىً حشاه نار وجدٍ غالب فقلت: تصمى رمايته القلوب كأنما فقال: يرمى الورى عن قوس ذاك الحاجب قال الشيخ أبو الفضل: فقلت: إنما تظهر القرائح في التشبيه، ونظرت إلى السماء، فإذا الجوزاء متوسطة، فقلت: وكأنما الجوزاء في وسط السما فقال: در تنائر من قلادة كاعب قال الشيخ أبو الفضل: ومررت به يومًا وهو مطرق يفكر، فقلت: أراك تصنع شعرا فقال: نعم لحبي بدرا فقلت: قد حار وصفي فيه فقال: فتركي الوصف أخرى فقلت: هذا على أن شعرى فقال: من عاصف الريح أجرى وأخبرني العماد أبو حامد قال: روى السمعاني في تاريخه عن محمد بن علي بن أحمد بن جعفر بن الحسين البندنيجي أنه قال: سمعت والدي يقول: سمعت عم والدي أبا سعيد ن عقيل بن الحسين يقول: أتاني آت في المنام، فقال: هل لك أن تمصرع وأتمم، أو تتمم وأمصرع؟ فقلت: لا، بل أمصرع وتتمم. فقال لي: ياعيار، هربت من القافية، ولكن قل، فقلت: هل عندكم رحمة يرجو عواطفها فقال: صب تشكت إلى الشكوى جوارحه فقلت: أغلقتم كل باب في مودته فقال: وفي يدى ظبيكم كانت مفاتحه فقلت: ما أمسكت قلبه إذ لم يطر جزعًا فقال: من فرط حر الجوي إلا جوانحه ثم استيقظت. وأخبرني القاضي الأعز أبو الحسن علي بن المؤيد ﵀ قال: أخبرني والدي، قال: كان الصالح طلائع بن رزيك الوزير لا يزال يحضر

1 / 99