Badiç Bedaih
بدائع البدائه
وإني وتكراري الزيارة نحوكملبين يدي هجربثينطويل
قال: فقلت لشداد: أفلا أزيدك فيهما؟ قال: بلى، فقلت مسرعًا:
ألا ليت شعري هل تقولين بعدنا ... إذ نحن أجمعنا غدًا لرحيل:
ألا ليت أيامًا مضين رواجع ... وليت النوى قد ساعفت بجميل!
فقال: أحسنت - والله - إن لهو الشعر الضائع، فقلت: وكيف؟ قال: نفيته عن نفسك بتسميتك جميلًا فيه، ولم يلق برتبة شعر جميل، فضاع بينكما جميعًا.
أنبأني الشيخان: الأجل العلامة تاج الدين الكندي والفقيه جمال الدين بن الحرستاني إجازة
قالا: أخبرنا الإمام الحافظ أبو القاسم بن عساكر الدمشقي سماعًا عليه، قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، عن أبي القاسم التنوخي، أخبرني أبو عبد الله محمد بن عثمان الخرقي الفارقي الحنبلي التميمي قال: كنت بالرملة سنة ثلثمائة وخمس وستين، وقد ورد إليها القرمطي أبو علي القصير الثياب، فاستدناني منه، وقربني إلى خدمته، فكنت ليلة عنده إذ حضر الفراشون بالشموع، فقال لأبي نصر بن كشاجم - وكان كاتبه -: يا أبا نصر، ما يحضرك في صفة هذه الشموع؟ فقال: إنما نحضر مجلس السيد لنسمع كلامه، ونستفيد من أدبه، فقال أبو علي في الحال بديهًا:
ومجدولةٍ مثل صدر القتاة ... تعرت وباطنها مكتس
لها مقلة هي روح لها ... وتاج على الرأس كالبرنس
إذا غازلتها الصبا حركت ... لسانًا من الذهب الأملس
وإن رنقت لنعاسٍ عرا ... وقطعت من الرأس لم تنعس
وتنتج في وقت تلقيحها ... ضياءً يجلي دجا الحندس
فنحن من النور في أسعدٍ ... وتلك من النار في أنحس
تكيد الظلام وما كادها ... فتفنى وتفنيه في مجلس
فقام أبو نصر بن كشاجم، وقبل الأرض بين يديه، وسأله أن يأذن له في إجازة الأبيات فأذن له فقال:
وليلتنا هذه ليلة ... تشاكل أشكال إقليدس
فيا ربة العود غني لنا ... ويا حامل الكأس لا تجلس
فتقدم بأن يخلع عليه، وحملت إليه صلة سنية، وإلى كل من الحاضرين.
وأخبرني الأمير شمس الدولة عبد الرحمن بن محمد بن ورشد بن علي بن منقذ بن نصر بن
1 / 90