36

Bada'i al-Sulk fi Taba'i al-Mulk

بدائع السلك في طبائع الملك

Araştırmacı

علي سامي النشار

Yayıncı

وزارة الإعلام

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

1398 AH

Yayın Yeri

العراق

قوام حَيَاتهَا من مرعى شَجَرَة وموارد مياهه وَطلب مفاحص إنتاجها فِي زَمَانه فأهلها لذَلِك لما قد يَدعُوهُم إِلَيْهِ منع الحامية من التلول ويضطرون إِلَى التوغل فِي القفار إبعادا فِي النجعة ونفرة عَن النصفة فيشتد توحشهم وينزلون من الحواضر منزلَة الْحَيَوَان المفترس والوحش غير الْمَقْدُور عَلَيْهِ تعْيين قَالَ وَهَؤُلَاء هم الْعَرَب وَفِي معناهم ظواعن البربر وزناتة بالمغرب والأكراد والتركمان بالمشرق قَالَ أَلا إِن الْعَرَب أبعد نجمة وَأَشد بداوة لاختصاصهم بالقيم على الْإِبِل فَقَط وَهَؤُلَاء يقومُونَ عَلَيْهَا وعَلى الشَّاء وَالْبَقر وَبِه يتَبَيَّن أَن طبيعي لابد مِنْهُ الْمُقدمَة الثَّانِيَة فِي تمهيد أصُول من الْكَلَام فِي الْملك شرعا وَفِيه عشرُون فَاتِحَة الْفَاتِحَة الأولى إِن الضَّرُورَة فِي الِاجْتِمَاع الطبيعي لنَوْع الْإِنْسَان كَمَا تقدم تَدْعُو إِلَى الْمُعَامَلَات واقتضاء ضرورات المعاش وحاجياته وَمن لَوَازِم ذَلِك تولد المنازعات فِي اخْتِصَاص كل بلد بِمَا تمد إِلَيْهِ لما فِي الطبيعة الحيوانية من الظُّلم والعدوان بِمُقْتَضى الْغَضَب وأنفة القوى البشرية وَذَلِكَ مفض إِلَى الْمُقَاتلَة المؤدية إِلَى سفك الدِّمَاء وَإِتْلَاف النُّفُوس وكل ذَلِك مُؤذن بِانْقِطَاع النَّوْع وانخرام شَمل اجتماعه وَقد اقْتَضَت حِكْمَة الْعِنَايَة بِهِ أَن

1 / 67