187

Bada'i al-Sulk fi Taba'i al-Mulk

بدائع السلك في طبائع الملك

Soruşturmacı

علي سامي النشار

Yayıncı

وزارة الإعلام

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

1398 AH

Yayın Yeri

العراق

الأَرْض وَمن عَلَيْهَا وَهُوَ خير الْوَارِثين وَفِي الْموضع الثَّانِي الْأَمْصَار الصَّغِيرَة الَّتِي لَا تفي أَعمالهَا بضرورتها قَالَ فتجد لذَلِك أَهلهَا ضعفاء الْأَحْوَال متقاربين فِي الْفقر والخاصة إِلَّا فِي النَّادِر إِذْ لَا فضل لَهُم يتأثلون بِهِ كسبا
الْمَقْصد الثَّانِي فِيمَا تحفظ بِهِ الْعِمَارَة وَذَلِكَ الْعدْل الَّذِي قَامَت بِهِ السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَأُمَّهَات الْوَصِيَّة بِهِ أَمْرَانِ
أَحدهمَا مُطلق الْعِمَارَة قَالُوا لَا جباية إِلَّا بعمارة وَلَا عمَارَة إِلَّا بِعدْل وَفِي السياسة بِالْعَدْلِ عمرت الأَرْض وَقَامَت الممالك الثَّانِي المزارعون يُقَال أَحْسنُوا إِلَى المزارعين فأنكم لم تزالوا سمانا مَا سمنوا
تَنْبِيه قَالَ ابْن خلدون أقوى الْأَسْبَاب فِي الاعتمار تقليل مِقْدَار الْوَظَائِف على المعتمرين مَا أمكن فبذلك تنشط النُّفُوس إِلَيْهِ ليقينها بادراك الْمَنْفَعَة فِيهِ وَالله مَالك الْأُمُور
تَمْثِيل فِي العهود اليونانية مَا حَاصِلَة أَنه منا لَا يحسن من مَالك دَار أَن يكون كَسبه من بيع أنقاضها كَذَلِك لَا يحسن من الْملك أَن يكون اكتسابه من تخريب بلدانه وَأخذ مَا ل رعينه ونصله قَول أبي مَنْصُور الثعالبي أَن الْملك إِذا كثرت أَمْوَاله بِمَا يَأْخُذ من رَعيته كَانَ كمن يعمر سطح بَيته بِمَا يقتلع من قَوَاعِد بُنْيَانه
الْمَقْصد الثَّالِث فِيمَا يخل بِحِفْظ الْعِمَارَة وَهُوَ الظُّلم الْمُؤَذّن بخرابها وَفِيه مسَائِل
الْمَسْأَلَة الأولى فِي حِكَايَة الموبذان فِي ذَلِك واعظا بهَا من خرج عَن

1 / 222