131

Bada'i al-Sulk fi Taba'i al-Mulk

بدائع السلك في طبائع الملك

Araştırmacı

علي سامي النشار

Yayıncı

وزارة الإعلام

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

1398 AH

Yayın Yeri

العراق

الْفَصْل الْخَامِس
فِيمَا يخدع بِهِ الْعَدو عِنْد الْقِتَال
وَهِي أَيْضا جملَة
الخدعة الأولى
إِعْمَال الْجهد فِي أَن تكون الشَّمْس فِي أعين الْعَدو وَالرِّيح فِي وَجهه
قَالَ بَعضهم فَإِن سبق الْعَدو إِلَى ذَلِك وَلم تمكن إِزَالَته عَنهُ فليزحف بالعساكر عرضا ليَكُون الْأَمر لَهُ وَعَلِيهِ
الخدعة الثَّانِيَة جعله آخر النَّهَار
قَالَت الْعَجم أخر الْحَرْب مَا اسْتَطَعْت فَإِن لم تَجِد فَاجْعَلْ ذَلِك آخر النَّهَار قلت كَانَ أحب أَوْقَات اللِّقَاء إِلَى رَسُول الله ﷺ إِذا زَالَت الشَّمْس وحلت الصَّلَاة وهبت الرِّيَاح ودعا الْمُسلمُونَ
الخدعة الثَّالِثَة وَهِي من أهم مَا يعتني بِهِ الكمين وَإِن كَانَ عددا يَسِيرا قَالَ بَعضهم أَنه إِذا ظهر أثر فِي الْقُلُوب رعْبًا وَفِي الْأَعْضَاء ضعفا وَفِي الْعقل جمودا وَفِي الْإِقْدَام وَقْفَة قَالَ وَلَا يَدُوم إقبال مقَاتل على خَصمه إِلَّا إِذا آمن من وَرَائه وَلَو من رجل وَاحِد وَلَا تحصى كَثْرَة العساكر المهزومة بالكمين فِي الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام
الخدعة الرَّابِعَة إخفاء مَكَان صَاحب الْجَيْش من الْعَدو وتحويله لخواصه وَقت الْقِتَال من موقف لآخر كَيْلا يقْصد الْعَدو غرته كَمَا وَقع لطارق حِين اجتاز إِلَى الأندلس فِي ألف وَسَبْعمائة رجل وتحصين بجبل

1 / 164