129

Bada'i al-Sulk fi Taba'i al-Mulk

بدائع السلك في طبائع الملك

Araştırmacı

علي سامي النشار

Yayıncı

وزارة الإعلام

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

1398 AH

Yayın Yeri

العراق

وَفِي الصَّحِيح الْحَرْب خدعة أَي يَنْقَضِي أمره بخدعة وَاحِدَة
قَالَ الزَّرْكَشِيّ الْمَعْنى أَن المماكرة فِي الْحَرْب أَنْفَع من المكابرة إِذا تقرر هَذَا فقد نذْكر من ذَلِك جملَة
المكيدة الأولى وَهِي أهم مَا يبْدَأ بِهِ قبل الْقِتَال بَث الجواسيس الثقاة فِي عَسْكَر الْعَدو وبلاده لتعرف أخبارهم مَعَ السَّاعَات وَمَا عِنْدهم من الْعدة وَالْعدَد وَمَا لَهُم من المكائد والحيل وَكم عدد رُؤَسَائِهِمْ وشجعانهم وَمَا مَنْزِلَتهمْ عِنْد صَاحبهمْ ويدس إِلَيْهِم مَا يخدعون يه من صلَة أَو ولَايَة حَتَّى يغدروا صَاحبهمْ أَو يهربوا عَنهُ ويخذلوه عِنْد لِقَائِه
قَالَ الطرطوشي ووجوه الْحِيَل لَا تحصى والحاضر فِيهَا أبْصر من الْغَائِب
المكيدة الثَّانِيَة أَن يلقى على السّنة كبراء الْعَدو أَنهم يكاتبون بِالْخدمَةِ ووعد الْوَفَاء بإظهارها ويشاع مَا يزور من ذَلِك لتقوى بِهِ الْقُلُوب ويتحدث النَّاس بمضمونه وَإِذا بلغ الْعَدو ذَلِك لَا بُد أَن يتأثر لَهُ وَإِن علم كذبه وَكَذَا فِيمَا يُرْسل إِلَيْهِم كَأَنَّهُ جَوَاب مَا يُرْسل مِنْهُم
المكيدة الثَّالِثَة أَن يعمى الْأَخْبَار عَن الْعَدو ويسد دونه أَبْوَاب الْعلم بهَا حَتَّى يطلع مَا يحملهُ على اغتنام فرْصَة أَو يحاول بِهِ إبِْطَال مكيدة عَلَيْهِ وَذَلِكَ بإذكاء الْعُيُون على الجواسيس المترددة إِلَيْهِ فِي مراصد العثور عَلَيْهِم وأماكن الشُّعُور بهم وَانْظُر إِلَى دُعَاء النَّبِي ﷺ حِين توجه إِلَى فتح مَكَّة اللَّهُمَّ أَعم عَن قُرَيْش الْأَخْبَار

1 / 162