المصنف، وهي نسخة جيدة جدًا، وقد أسعفتني في كثير من الأحيان وبينت لي كلمة تعثر علي قراءتها في النسخ الأخرى.
وكانت حرية أن تُتَّخَذ أصلا لولا أنها نسخة مختصرة محذوفة الأسانيد، لا يذكر الناسخ من إسنادها إلا اسم الصحابي فقط، أو ربما ذكر التابعي أو من دونه في مواضع قليلة، وفي مواضع أقل ربما ذكر الإسناد كاملا، لكن هذا لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، ويبدو أن ناسخها كان من أهل العلم حيث إن طريقة الاختصار هذه لا يستطيعها مجرد ناسخ للكُتب، بل تحتاج من له علم ودراية.
وقد نظر فيها بعض إخواني فرأى أنها قد تكون مختصر الإمام الذهبي ﵀ للكتاب، وقد ذكر الدكتور بشار عواد معروف في دراسته عن الذهبي التي صُدِّر بها كتاب «سير أعلام النبلاء» = أن الذهبي ﵀ قد اختصر كلا من كتاب «القدر» و» البعث والنشور للبيهقي» (١)، وكذلك أشار العلامة السيد أحمد صقر ﵀ في مقدمة تحقيقه لكتاب «معرفة السنن والآثار» للبيهقي (ص ١٢) (٢)، وقد دفعني ذلك إلى النظر في بعض كتب الإمام الذهبي التي بخطه، ومقارنته بهذه النسخة، فلا أستطيع أن أنكر أن بينهما تطابق كبير، فلعل هذه النسخة هي مختصر الإمام الذهبي لكتاب «البعث والنشور» غير أني لا أستطيع أن أجزم بذلك لقلة المعطيات لدي، لاسيما وتاريخ كتابة
_________
(١) «سير أعلام النبلاء» (المقدمة ص ٦٥).
(٢) أفدت ذلك من كتاب الأخ الفاضل الشيخ أبي الطيب نايف بن صلاح بن علي المنصوري «السلسبيل النقي في تراجم شيوخ البيهقي» (ص ١٢٢)، وقد أفدت من هذا الكتاب الكثير والكثير والله أسأل أن يجزي مؤلفه خير الجزاء، وأحسب أنه لا غنى لطالب علم نظر في كتب البيهقي عن هذا الكتاب.
1 / 21