فنظر إليه سعيد قائلا في هدوء: أيمكن هذا؟
ثم رفع يده فنظر إلى الساعة التي فوق رسغه وقال في دهشة: لقد مضى الوقت سريعا ولكن أليس الغد يوم الجمعة؟
فقال فؤاد: أنا مضطر إلى السفر.
فقال سعيد يخاطب علية: ألم تخبريه عن رحلتنا غدا؟
فقالت باسمة: لم أعلم أنه يسافر الليلة، وكنت أحب أن أجعلها مفاجأة.
فأحس فؤاد كأن سهما طعن قلبه، فأية رحلة تلك التي يكون معهم فيها، ثم يرى علية تتأبط صاحبها وتناجيه ولا يكون نصيبه إلا أن تلقي إليه أحيانا فضلة من فضلات التفاتها؟!
وأجاب في إصرار: آسف؛ إذ إني مضطر إلى السفر الليلة.
ونظر سعيد إلى وجهه الجاهم فقال له: أأنت متعب؟
فهز فؤاد رأسه في شك وقال: قد أكون متعبا، ولكني مضطر إلى السفر يا سعيد، ومد يده إلى علية ليحييها قبل ذهابه فنظرت إليه آسفة، ولكنه حول عنها عينه متكلفا أن يبتسم وهو يحييها.
وقالت له: لن نحسب هذه الزيارة يا فؤاد.
Bilinmeyen sayfa