Kağıtlarım... Hayatım (Birinci Kısım)

Nevval Saadavi d. 1442 AH
90

Kağıtlarım... Hayatım (Birinci Kısım)

أوراقي … حياتي (الجزء الأول)

Türler

طنط نعمات تتهم الولد المكوجي، أو صبي البقالة المجاورة، بائع الروبابيكيا، جامع القمامة، الزبال، ولد من الخدم، تقول عنهم: «بلا دين ولا ضمير ولا أخلاق.» طنط فهيمة لا ترى أنه واحد من الخدم، الخدم لا يملكون الجرأة لاغتصاب خادمة الأستاذة فهيمة شكري على سن ورمح، شارع الزيتون كله يعمل حسابها، الاستهانة بالخادمة هي استهانة بالمخدومة، طنط فهيمة ترى أنه واحد من البهوات الصايعين الضايعين من أمثال يحيى بيه شكري.

شلبية ملامحها تشبه زينب ابنة عمتي بهية، ترتدي جلبابا واسعا يخفي ارتفاعة البطن، متكورة حول نفسها، تمسح دموعها، تشد طرف جلبابها تغطي ركبتيها، طنط نعمات تلسعها بالعصا الخيزران: انطقي يا بنت! الولد المكوجي ولا الزبال؟ - ماعرفش وحياة ربنا يا ستي. - بتحلفي بربنا كدب، إلهي يحرقك في نار جهنم! - أنا في عرضك يا ستي! أبوس رجليكي يا ستي!

خالتي نعمات لا تلين لهذه التوسلات، قسوتها تشتد، انهالت عليها بالعصا الخيزران، تضربها على أي مكان تصل إليه، شلبية تتكور كالقنفذ، تحمي رأسها بذراعيها، ذراعان رفيعتان بلا لحم، عودان من البوص، تسقط فوقهما العصا الخيزران، يرتطم الخيزران بالبوص، شيء ينكسر، الخيزران؟ البوص؟!

طنط نعمات سمينة قصيرة، قامتي فارعة بالنسبة لها، ذراعاي قويتان أقوى من ذراعيها، ضربت الطالب الشاب على محطة الترام، أثق في قوة عضلاتي، أقوم بالتمرينات الرياضية في الحديقة الخلفية، عمودان من الحديد في الأرض، «العقلة» و«المتوازيين»، يقفز خالي زكريا عليهما، يحمل فوق كتفيه عمودا من الحديد ينتهي من كل ناحية بكرة حديدية، أتبارى مع خالي زكريا في حمل الأثقال، جسمي يزداد قوة، أمشي رافعة رأسي، خطوتي فوق الأرض تخف، قوة جديدة تحملني، قدماي لا يلمسان الأرض، هل يخف الجسم مع ازدياد قوته والروح ترق؟!

صوت شيء يتكسر في أذني، الخيزران؟ البوص؟ أمسك العصا بيدي الاثنتين، أغمض عيني، أضرب بكل قوتي، أفتح عيني، بين يدي العصا، هل أضرب طنط نعمات؟

لم أضربها رغم قسوتها، أشفق عليها، تربطني بها علاقة دم، شقيقة أمي أخذت منها العصا الخيزران، ألقيت بها في الحديقة، لا شيء أكثر من ذلك.

بقيت مشكلة شلبية دون حل، لم يتزوجها أحد من الخدم، لكل منهم زوجة على الأقل، فشلت طنط نعمات في مهمتها، في حياتها كلها، لا أحد مسئول عن فشلها إلا شلبية، شلبية هي السبب وراء المصاب، من ورقة الطلاق إلى السرطان في حلق المرحومة.

أبكي وحدي في الليل، أتذكر شلبية، طفلة مثلي، عمرها أربعة عشر عاما، أصبحت الضحية وكبش الفداء، الخروف البريء يذبح بدلا من البيه، لا دليل على أنه يترك بصمته، من يبحث عن البصمة؟! البنت ليس لها أحد في مصر، أهلها في الصعيد، الحامل سفاحا تقتل مع الجنين دون تحقيق.

انطلقت المشاعر السوداء المخبوءة تحت البشرة الملساء المنزوعة الشعر، الناعمة نعومة الثعابين، العصا الخيزران كالكرباج، تمسكها الأصابع البضة المدببة الأظافر كالمخالب، الجسد القصير الممتلئ بالغضب، بالحزن، بالإحباط، ينتفض مع انتفاضة الخادمة المضروبة، الضاربة والمضروبة جسد واحد، تفصلهما العصا الخيزران، طنط نعمات، أتضرب نفسها بنفسها؟ تنهار بعد الضرب من الإعياء، تتهاوى فوق المقعد تلهث، تنفض الهواء من صدرها، تشهق، تتشنج، تنهمر الدموع من عينيها، العرق يتصبب من جسدها، تفرغ جسدها من المياه الراكدة السوداء بلون قاع البرك.

طنط فهيمة لم تضرب شلبية، تستنفذ طاقته المخزونة في الخروج إلى المدرسة، تضرب التلميذات بحافة المسطرة، تمر عليهن في طابور الصباح، تنهال المسطرة فوق الأصابع الممدودة مثل مس هيمر ونبوية موسى وناظرة السنية وكل الناظرات، تعود طنط فهيمة من المدرسة بعد الظهر منهوكة القوى.

Bilinmeyen sayfa