Kağıtlarım... Hayatım (Birinci Kısım)
أوراقي … حياتي (الجزء الأول)
Türler
عندما يأتي المساء ونجوم الليل تنثر،
اسألوا الليل عن نجمي متى نجمي يظهر.
عزفه على العود يسري تحت الغطاء، ينساب في الظلمة ناعما، له نعومة جسدي، له رائحة الزرع، أشمه من تحت الأغطية، وألمسه بيدي، بذراعي العارية تحت ضوء القمر وأنا ملفوفة بالغطاء.
أفتح عيني، فأرى عروق الخشب السوداء في السقف، أسمع طنين البعوض، «نعير» البقرة في الزريبة، شخير ستي الحاجة في الغرفة المجاورة، أغمض عيني لأعود إلى النوم، أحاول استعادة الحلم، الحلم لم يعد، وإنما هو الكابوس، الوجه الغريب بعيني الصقر وأنف الحدأة، الشارب الأسود الممدود فوق الشفة مثل خنفسة سوداء ذات أرجل رفيعة كالعنكبوت ... أكره منظر الشوارب في وجوه الرجال، لأبي شارب ليس مثل شوارب الذكور، أبي ليس ذكرا، الأبوة والذكورة لا يجتمعان في خيالي. •••
العريس الأول في حياتي هو الفلاح ذو الشارب الأسود، رأيت نفسي في الحلم مثل زينب ابنة عمتي، فلاحة مشققة القدمين واليدين، لم تعد تقرأ ولا تكتب، نسيت زينب حروف اسمها، ترقد فوق الفرن في الشتاء متورمة الساقين، تسعل بصوت أمها، تنادي على حفيدتها بصوت أمها ، تنادي على حفيدتها بصوت منكسر: يا بت يا صدفة يا بت، قومي قامت قيامتك، احلبي الجاموسة واكنسي تحت البقرة!
حفيدتها في العاشرة من عمرها، أخرجتها من المدرسة تشتغل في البيت والحقل. تعدها للزواج من ابن عمها، تفعل ببناتها وحفيداتها ما فعله أبوها فيها، أذكرها بحلمها القديم فتضحك وتقول: ده كان زمان يا دكتورة نوال، النهاردة العيشة صعبة والمدارس غالية، والشغل كتير في الدار وفي الغيط، ويعني اللي اتعلموا واتخرجوا في الجامعة عملوا ايه؟ أهم قاعدين في الكفر، لا فيه شغل ولا وظايف زي مان، حتى اللي راح ليبيا والعراق مارجعش، فيهم اللي مات في الحرب وفيهم اللي رجع عريان من غير كفن جوة الصندوق، والباقي طفش على بلد ثانية، وربنا يعلم ياما قلوبنا انكسرت على ولادنا يا دكتورة.
هذا هو صوت زينب ابنة عمتي حين زرتها في كفر طحلة في صيف عام 1991م بعد حرب الخليج.
قبل ذلك بخمسين عاما كنت أسير نحو حتفي لأتزوج ابن عمي الحاج عفيفي، سوف يبني لي بيتا من الطوب الأحمر بجوار الدكان، أمه ستعلمني الخبيز والعجين، حلب اللبن من الجاموسة، عمل الجبنة القريش فوق الحصيرة، ملء الزلعة من البحر، خلط الروث بالتبن لصنع أقراص الجلة.
أمه فشلت في هذه المهمة، تقترب مني فأهب فيها مثل الكلب المسعور.
هكذا تبخر العريس الأول في الجو، ذاب مع سحب الصيف الرقيقة ... انتشرت الشائعات في عائلة أمي وأبي حول اختفاء العريس الأول.
Bilinmeyen sayfa