Kağıtlarım... Hayatım (Birinci Kısım)
أوراقي … حياتي (الجزء الأول)
Türler
امرأة فلاحة قوية بالفطرة، مالكة أرضها، ليست أجيرة لأحد، كاملة الأهلية بعد أن مات زوجها حبش.
لم تكن ستي الحاجة الأرملة الوحيدة في القرية، كان هناك أرامل كثيرات، فلماذا هي أكثرهن قوة؟ «ستك الحاجة ورثت أمها الغزاوية.»
بعد موت زوجها أصبحت ستي الحاجة تشتغل بفأسها في أرضها من طلوع الشمس، تأتيها آلام الولادة في الحقل، تتربع فوق الأرض، تنفتح ساقاها، ترى الرأس بشعره الأسود محشورا بين عظمتي الفخذ، تملأ صدرها بالهواء في شهيق عميق، تفرغه بكل قوتها ضاغطة بكفها على بطنها، يندفع الجنين خارجا مفترشا الأرض، تمد ذراعها الطويلة لتمسك الفأس، بخبطة واحدة تقطع الحبل السري، بخبطة ثانية تقطع طرف الدوبارة من سروالها، تعقدها حول «السرة»، تلف المولود في جلبابها القديم، تتكئ بذراعيها في زفير طويل، تضغط بطنها بكفها الكبيرة ... تندفع المشيمة كرغيف من الدم المتجمد، تردمها في التراب، تمسح الدم عن فخذيها بورق الذرة الجافة، ترتدي سروالها الواسع من الدمور، تشده حول وسطها بالدوبارة، تفرش القفة بالعشب الناعم، وتضع مولودها، تغطيه بورق الذرة الأخضر ... تعود إلى دارها حاملة القفة على رأسها، من خلفها الجاموسة.
في يوم من الأيام دخل عليها ابنها السيد (أبي)، عمره عشر سنوات، ينزف من أنفه، ضربه شيخ الخفر، مسحت الدم من أنفه بخرقة قديمة، شدت طرحتها السوداء من فوق مشنة الخبز، لفت بها رأسها، انطلقت كالنمرة الغاضبة، شيخ الخفر كان واقفا من حوله الرجال ... رفعت كفها الكبيرة المشققة في الهواء: ما انخلق اللي يضرب ابني!
في الليل أصبح حديث القرية هذه الحكاية، مبروكة بنت الغزاوية ضربت شيخ الخفر، يتهامس الرجال والنساء، جدعة بنت جدعة، امرأة تساوي عشرين رجلا، لم يحدث في تاريخ القرية أن صفعت امرأة شيخ الخفر، أصبح لها هيبة ... الكل يلجأ إليها.
الغزاوية أم ستي الحاجة كانت لها سمعة أخرى في القرية، شتمت العمدة أمام بيته من حوله الخفراء، أرسل إليها في الليل رجلا يلف رأسه بعمامة كبيرة، في قدميه صندل من جلد الماعز، يمسك في يده عصا صفراء مقسمة بدوائر سوداء، في الصباح وجدوا باب دارها مفتوحا، في المدخل يرقد كلبها مرزوق رأسها معوج، فوق التراب في الزريبة رآها راقدة، عيناها مفتوحتان شاخصتان إلى السماء، حملوها فوق رءوسهم، ساروا بها في الطريق الترابي، نساء ورجال أقدامهم حافية تلامس الأرض بلا صوت، يسيرون الصف وراء الصف بجلابيبهم البالية، عند مدخل القرية حفروا لها المقبرة، فرشوها بورق الذرة الأخضر، بنوا فوقها مقاما بالحجر والإسمنت.
كل خميس كانت النساء تزورها، الرجال يمرون عليها في الأعياد، يتطلع العمدة إلى ضريحها يسأل الناس من بناه؟ لا أحد يعرف من بناه، يبنون بيوتهم بالطوب النيئ، لا أحد يعرف الإسمنت، ليس في القرية حجر أبيض. •••
حكايات كثيرة أسمعها عن ستي الحاجة وأمها الغزاوية، للنساء تاريخ غير مكتوب، تتناقله الألسنة جيلا بعد جيل، أجلس إلى جوار ستي الحاجة أستمع إلى الحكايات، أمسك ذيل جلبابها إذا ذهبت إلى الحقل، أعود معها إلى الدار، أدخل معها إلى غرفة خلفية تسميها «قاعة الخزين» مملوءة بالقمح حتى السقف.
لم تعد تزرع القمح بيدها، تنقيه من الحصى فوق الحصيرة من القش، تحمله واحدة من عماتي فوق رأسها إلى الطاحونة ليصبح دقيقا ناعما أبيض، تعجنه ستي الحاجة في وعاء كبير من الفخار اسمه «الماجور»، تقطعه على شكل كرات صغيرة ... تلقيها داخل الفرن المحمي بالنار ... يخرج على شكل أرغفة كبيرة من الخبز.
لم أعرف أن ستي الحاجة امرأة فقيرة، كانت تبدو غنية، من فوهة الفرن تخرج أرغفة بلا عدد، أقضمها بأسناني تذوب في فمي.
Bilinmeyen sayfa