Kağıtlarım... Hayatım (Birinci Kısım)

Nevval Saadavi d. 1442 AH
178

Kağıtlarım... Hayatım (Birinci Kısım)

أوراقي … حياتي (الجزء الأول)

Türler

في ذاكرتي تعيش مسعودة وشلبية، توءمان متشابهان، أراهما من بعد الزمان والمكان، تطلان علي من فرجة في السحب، الوجه النحيل الشاحب، البشرة السمراء بلون طمي النيل، العينان المملوءتان بالخوف وحزن الطفولة، الجسم الصغير الممصوص كالبوصة، راحت شلبية ضحية الاغتصاب غير الشرعي، وسعدية ضاعت من ذاكرتي كما ضاعت على شاطئ البحر الأبيض منذ سبعة وخمسين عاما.

في المدرسة الابتدائية في منوف وقفت على خشبة المسرح، كنت في العاشرة من عمري ألعب دور الإلهة إيزيس، كانت ربة الحكمة والمعرفة، أعادت الحياة إلى جسد زوجها الميت أوزوريس، أمها الإلهة نوت كانت إلهة السماء، كتبت لها في الوصية قبل أن تموت: «لا أوصي ابنتي التي ستلي العرش من بعدي أن تكون إلهة لشعبها تستمد سلطتها من قداسة الألوهية بل أوصيها أن تكون حاكمة رحيمة عادلة.»

هذه العبارة منقوشة على الحجارة منذ سبعة آلاف عام، بالضبط عام 4988 قبل الميلاد، كيف انقلب الوضع في كتاب التوراة وأصبح الإله يستمد سلطته من قداسة الألوهية والوحدانية وليس من العدل والرحمة ؟! وفي كتاب الله توقفت عند هذه الآية:

إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما ، وبدأت أفكر كيف انقلب النظام في العالم ليصبح الشرك بالله أكبر الجرائم وليس الظلم؟

وجاءت الإشارة العاجلة من المجلس الأعلى للخدمات بالقاهرة مطلوب حضور الدكتورة طبيبة الوحدة المجمعة بقرية طحلة، وصدر القرار بلا تحقيق بنقل الدكتورة من وحدة طحلة إلى قسم الأمراض الصدرية بوزارة الصحة، لم يكن يذهب إلى القسم إلا الأطباء الراسبون في الامتحانات أو ذوو العاهات، تقذف بهم الوزارة إلى قسم أمراض الدرن الرئوي أو قسم الجذام أو الأمراض العقلية.

حملت طفلتي وحقيبتي وغادرت القرية، لم تودعني أم إبراهيم، حزمت متاعها القليل داخل صرة من الدمور: «أنا معاكي يا ضكطورة لآخر العمر.» فرحت أمي بعودتي إلى جوارها، لزمت الفراش بعد أن أقعدها المرض: «أيوه يا نوال خليكي معايا عشان تعالجيني.» فرح أبي بعودتي إلى البيت: «افتحي عيادة في ميدان الجيزة مستقبلك هنا مش في الوحدات الريفية.» فرحت صديقتي صفية: «أيوه يا نوال عشان نروح النادي سوا ونلعب تنس زي زمان.» حوطتني بطة بذراعيها تكركر بالضحك: «فلاحين إيه وزفت إيه خليكي هنا معانا نروح السينما والمسرح.» وسامية جاءتني في زيارة إلى بيتي: «وإنتي بعيدة يا نوال حسيت إني وحيدة، رفاعة هربان من البوليس؛ عاوز الوحدة الفيدرالية بين مصر والعراق، وعبد الناصر عاوزها اندماجية، وأنا وحدي في الأجزخانة.»

الفصل السادس

الحب واليأس

في أعماقي حنين مكبوت لشيء بلا اسم، لم تعد الأسماء المتداولة تصلح، كلمة الحب قاصرة عاجزة محملة بالتحريمات، بالإباحات، بالقيم المعكوسة.

في الليل أحلم به، في النهار أبحث عنه، عنها، عنهم، عنهن، بالمفرد، بالجمع، بالمذكر، بالمؤنث، فهو يتجاوز هذه التصنيفات، مصنوع من مادة ليست الروح وليست الجسد وليست العقل، هي مزيج الثلاثة في تكوين جديد لا يشبه أحدا من البشر، ليس له لحية ولا شارب، ولا أثداء ولا أرداف ولا رحم ولا قضيب، مع ذلك له ملامح الإنسان، العينان لا أرى فيهما إلا الضوء، الذراعان لا يحوطاني إلا بالحنان، اليدان لا تحملان أساور ولا خواتم ولا سلاسل، يدان مفتوحتان لا تحملان من الهدايا إلا الحب.

Bilinmeyen sayfa