Kağıtlarım... Hayatım (Birinci Kısım)
أوراقي … حياتي (الجزء الأول)
Türler
كنت في السادسة من العمر، لا أستطيع التأكد من قدرة الله، عيناي تختلسان النظر إلى حيث تصورت أن قدرة الله يمكن أن تحدث، لم أكن أرى شيئا إلى تلك المنطقة المختفية بين الفخذين في العمق، تتراءى لي من وراء الخوف والخزي كالضباب الكثيف، لا أقوى على أن أمد بصري إليها، فما بال أن أمد يدي لألمسها أو فحصها لأتأكد من قدرة الله.
في أعماقي العميقة كنت أتمنى ألا يملك الله القدرة ليقلبني ذكرا مثل أخي، لم أكن أحب أخي، كان يبدو كبيرا جدا، يضربني على يدي ويشد مني العروسة، يخلع عنها ثوبها الحرير الأبيض، يخلع قميصها الداخلي وسروالها الصغير المشغول بالدانتيلا، يخلع عنها كل شيء حتى تصبح عارية تماما، يفتح ساقيها كأنما يبحث عن شيء، لم يكن هناك شيء، يخلع عنها ساقيها وذراعيها ورأسها وعنقها، تصبح العروسة أشلاء ممزقة، حين يرى الدموع يضحك ساخرا ويقول: «يا عبيطة، دي عروسة مش بني آدم!»
في العيد كان أبي يشتري لي العرائس لألعب بها، يشتري لأخي طيارة لها زنبلك أو سفينة لها شراع، أو مسدسا يطرقع به فينطلق الشرار، كنت أكره تلك الدمى الصامتة الميتة التي لا تتحرك من مكانها كما تتحرك السفينة أو الطائرة، ولا يصدر عنها أي صوت أو ضوء مثل المسدس، وحين أمسك المسدس تشده خالتي نعمات من يدي، تمط شفتيها وهي تقول: «البنات الحلوين يلعبوا بالعرايس مش بالمسدسات زي الصبيان.»
خالتي نعمات قصيرة بدينة الجسم، صدرها كبير ممتلئ باللحم، ساقاها بيضاوان سمينتان عاريتان تحت الفستان القصير حتى الركبتين، وجهها مستدير أبيض تفوح منه رائحة البودرة أو العطر أو الروج الأحمر، تمضغ بين أسنانها لبانة كبيرة تخرجها أحيانا على طرف شفتيها تمطها أو تنفخها، ثم تلويها بطرف لسانها إلى داخل فمها، تلوكها من جديد بين فكيها، وهي جالسة فوق الكرسي العالي ممدودة الساقين، قدماها داخل طشت من الماء الدافئ، أظافرها حمراء مصبوغة بالمانيكير، ناعمة بضة، تدلكها عمتي رقية الجالسة فوق الأرض، بأصابعها الكبيرة المحروقة بالشمس مشققة بلون الأرض، تدلك الأصابيع الناعمة البضة وهي تقول: «صوابعك يا نعمات هانم حلوين ومدملكين، الله يجحمه الراجل الحمار اللي اسمه محمد الشامي.»
تمصمص طنط نعمات شفتيها بحسرة وتقول: «النصيب، والمكتوب ع الجبين لازم تشوفه العين، من يوم ما اتولدت ربنا كاتب علي الشقا، حظي مهبب والعياذ بالله، ربنا رزقني بمحمد أفندي الشامي، لا دخل علي ولا حاجة، يدوبك كتب الكتاب، وليلة الدخلة لا دخلة ولا يحزنون، وجتني ورقة الطلاق في البوستة.»
تتوقف أصابع عمتي رقية داخل الطشت، ترفع عينيها الذابلتين نحو طنط نعمات وهي تشهق: «يا خبر يا نعمات هانم! يعني انتي لسة بنت بنوت؟ ربنا يجحمه مطرح ما راح، وكله يتعوض يا نعمات هانم، كله من عند ربنا، وبكره ربنا يرزقك بعريس يسوا عمر محمد الشامي وعمر اللي خلفوه كمان.»
تخرج طنط نعمات من صدرها منديلا حريريا أبيض، تمسح الدموع في عينيها، تخفي وجهها وراء المنديل حتى لا أرى دموعها، وتمسح عمتي رقية عينيها بطرف طرحتها السوداء، تخفي فمها وراء الطرحة وتهمس: «عشت مع متعوس الرجا أربعتاشر سنة، وراني المر، وكان يضربني كل ليلة قبل ما يتعشى السم الهاري، وياما درت على المشايخ عشان الخلف، لكن أعمل إيه يا نعمات هانم، ده نصيب ومكتوب، وكله من عند ربنا، نحمدك يا رب ع الحلوة وع المرة، وكله من عندك يا رب.»
طنط نعمات ترمقني بعيني حمراوين صفراوين من وراء منديلها الأبيض، وأسمعها تقول: «البنات الصغيرين مش مفروض يقعدوا مع الكبار.»
لم أحس أنني بنت صغيرة، منذ السادسة من العمر وأنا أحس أنني كبيرة، أسمع ستي الحاجة تقول: إنني كبرت وجسمي يفور، أصبحت قامتي أطول من أخي الأكبر، أسبقه في الجري حين نلعب مع أطفال الجيران، وفي المدرسة أتفوق عليه، لم يكن أخي يحب المدرسة، في الصباح حين تلبسه أمي المريلة يرفس بقدميه ويبكي، ويأتي أبي ويقول له: عيب يا ولد تعيط زي البنات، يرمقني أبي بطرف عينه وأنا واقفة منتصبة القامة داخل مريلة المدرسة، وحقيبتي في يدي أتعجل الانطلاق خارج البيت وليس في عيني أي دموع.
كنت ألمح في عيني أبي شيئا، وهو يرمقني من تحت حاجبيه الكثيفين بذلك «النني» الأسود داكن السواد، كأنما المفروض أن أكون أنا الباكية بالدموع وليس أخي، كأنما أبي يكره قامتي المرفوعة أو البريق في عيني المتعجل الانطلاق خارج البيت.
Bilinmeyen sayfa