لا أثبت لك حبي إلا لتثبتي لي كبرياءك، ولا تقوم هذه الكبرياء ولا تثبت إلا بتعذيبي، والأساليب التي تخفين وراءها حبك بطبيعة الاحتراس الغريزية فيك، هي بعينها التي تعذبني بطبيعة الجرأة التي في، وما قالت امرأة مثلك عمن تهواه: إني أحبه! إلا وكأنها قالت: إني أعذبه!
ولقد تركتني وما أظفر منك بساعة رضا إلا رأيت في يدي معجزة، وكأني أمسكت من الزمن ساعة كانت هاربة في الأبدية!
يا حرة قلبي منك!
6
ويا رحمتاه لكل من عشقوا.
إن الحبيبة على أنها سرور محبها، وليس له عندها مذهب إلى متاع أو لذة في كل ما وسعت الدنيا، فإن سرورها هي بالمحب لا يهنئها إلا أن تراه بها معذبا ولها صبا وفيها مدلها
7
وقد أحرقه الوجد وأضناه التيم
8
وأهلكه حزن الهوى؛ إذ لا تكون عند نفسها معذبته إلا من أنها حبيبته، ولا تثبت لنفسها القدرة عليه إلا بمحق المقاومة فيه، ولا تتم كبرياء أنوثتها إلا بتمام الدل عليه، ولا يتأله فيها الجمال يعذب ويثيب إلا بتحقيق العبودية فيه تخاف وتطمع، فتبدع ما تبدع في إيلامه وتعذيبه ولو تتابعت له بالسوء؛ لأن ذلك هو عمل كبريائها وسرورها.
Bilinmeyen sayfa