ألا يا ثمرة أفرغت في قلبي عصيرها الحلو! لئن بقيت ثمرة في لغة نفسك فإنك القشرة في لغتي أنا ... •••
إنه ليس معي إلا ظلالها، ولكنها ظلال حية تروح وتجيء في ذاكرتي، وكل ما كان ومضى هو في هذه الظلال الحية كائن لا يفنى، وكما يرى الشاعر الملهم كلام الطبيعة بأسره مترجما إلى لغة عينيه أصبحت أراها في هجرها طبيعة حسن فاتن مترجمة بجملتها إلى لغة فكري.
كان لها في نفسي الجمال ومعه حماقة الرجاء وجنونه، ثم خضوعي لها خضوعا لا ينفعني ... فبدلني الهجر منها مظهر الجلال ومعه وقار اليأس وعقله، ثم خضوعها لخيالي خضوعا لا يضرها.
وما أريد من الحب إلا الفن فإن جاء من الهجر فن فهو الحب ... •••
كلما ابتعدت في صدها خطوتين رجع إلى صوابي خطوة ...! •••
كلا كلا! فلا صواب مع مادة الفتنة، وهل يفتتن الإنسان إلا حين يظهر مجنونا بأسمى ما فيه من العقل؟
أنا عاشق أضم الطبيعة في مهجتي مصغرة فأنا الأكبر ... إن هذا لجنون ولكنه عقل ... وأنا عاشق أفسر الطبيعة في هذه الحبيبة الجميلة فهي الأجمل ... إن هذه لعقل ولكنه جنون!
وقد كانت لهذه الحبيبة نظرة معنوية هي مفتاحها في قلبي، وها هي ذي غضبى نافرة لا أراها ولا تراني، ولكن المفتاح لا يزال يدور في قفله ... أجنون هذا أم عقل؟ ...
وهي الحبيبة ولكنها كالعدو: صورة من أقسى ما في الطبيعة جاءت تمضي في قانونا من عقوباتها؛ أعقل هذا أم جنون؟
لن يقال في الذي تحمله عاصفة وتطير به: إنه مسافر في طيارة ...
Bilinmeyen sayfa