فأجاب المستر باوندرباي، بقوله: «ما أعرفه أعرفه، وما تعرفه أنت تعرفه، ولن أقول شيئا عن هذا الموضوع بعد الآن.»
نظر ستيفن بسرعة إلى لويزا، ولكن عينيها كانتا تنظران إلى أسفل نحو الأرض. فانصرف ستيفن وهو يئن، وقال بصوت منخفض: «فلتساعدنا السماء جميعا في هذا العالم!»
الباب السادس
الرحيل
عندما خرج ستيفن من عند المستر باوندرباي كان الظلام قد خيم على الكون ولفه في غلالة سوداء، فسمع خلفه وقع أقدام يعرفها، فاستدار، فأبصر راشيل ومعها المرأة العجوز التي رآها قبل ذلك عندما زار المستر باوندرباي. فدهش لرؤيتها مرة أخرى.
سار ستيفن مع راشيل وتلك المرأة نحو البلدة، وفي أثناء الطريق، قالت المرأة العجوز إنها سمعت عن زواج المستر باوندرباي، وإنها لتحب كثيرا أن ترى زوجته. غير أن المستر باوندرباي لم يخرج من منزله؛ لذا سألت راشيل عن منظر تلك الزوجة.
فقال ستيفن: «أنا أخبرك؛ فقد رأيتها منذ لحظة. هي صغيرة السن وجميلة، ذات عينين سوداوين مفكرتين وجذابتين، وأخلاقها هادئة.»
سألت راشيل تقول بلهفة: «هل تركت العمل يا ستيفن؟»
قال: «يا راشيل، سواء تركت عمل المستر باوندرباي أو إن عمله هو الذي تركني؛ فهذان سيان. لقد افترقت أنا وعمله، وربما كانت هذه الطريقة أفضل. فلو بقيت هناك لجلب بقائي متاعب فوق متاعب، ولكن يجب أن أغادر كوكتاون، الآن، ثم أبدأ من جديد.»
فقالت راشيل: «إلى أين ستذهب يا ستيفن؟» - «لست أدري، وسأفكر في هذا الأمر.»
Bilinmeyen sayfa