قال: «أظن، يا مسز باوندرباي أن أية مجموعة من الآراء تأتي بفائدة طيبة كأية مجموعة آراء أخرى، وتأتي بنفس الضرر الذي تجلبه مجموعة أخرى، ما سيكون سيكون، ولكني سأؤيد حزب أبيك.»
لم تأخذ لويزا فكرة طيبة عن هذا الزائر.
صحب المستر باوندرباي هذا الغريب لزيارة بعض الشخصيات البارزة في كوكتاون، الذين يمكنهم التصويت لحزبهم.
أعدت المائدة في المساء لأربعة أشخاص، بيد أن ثلاثة فقط هم الذين جلسوا إليها.
راقب مستر هارتهاوس مسز باوندرباي وهي تجلس إلى رأس المائدة، صغيرة الجسم، رشيقة القوام، تبدو غير مهتمة بالحجرة، ولا بما حولها.
فقال هارتهاوس في نفسه: «أما من شيء يحرك هذا الوجه؟»
نعم، هناك شيء، وها هو، في شخص جاء ولم يكن من المتوقع مجيئه؛ إذ جاء توم؛ فتغيرت ملامح لويزا بمجرد أن فتح الباب ودخل. فابتسمت ابتسامة عريضة حلوة، وأمسكت يد توم في يدها.
فقال الزائر في نفسه: «هل هذا الكلب الصغير هو المخلوق الوحيد الذي تهتم به؟»
وأخيرا، نهض جيمس هارتهاوس ليعود إلى فندقه، وساوره الشك فيما إذا كان بوسعه أن يعرف الطريق إليه ليلا، إلا أن الكلب الصغير قام في الحال، وعرض خدماته كدليل، وخرج مع ذلك الضيف ليريه الطريق.
الباب الثالث
Bilinmeyen sayfa