همس أعضاء السيرك، يقولون: «إنها ستذهب.»
صاحت سيسي تقول: «ولكن؛ إن رجع أبي، فكيف يعثر علي إن ذهبت؟»
فقال المستر جرادجرايند: «لا تشغلي بالك بهذا الأمر، في هذه الحالة سيسأل أبوك المستر سليري عن مكانك.»
ساد الجو سكون تام، ثم صاحت سيسي تقول: «أعطوني ملابسي، ودعوني أذهب، قبل أن أكسر قلبي.»
أحضرت نساء السيرك ممتلكات سيسي القليلة فقبلتهن قبلة الوداع. وعندما ذهبت لتوديع الذكور من أعضاء السيرك، كان على كل واحد منهم أن يمد ذراعيه، فعلوا ذلك جميعا، لأنها عادتهم عندما يكونون في حضرة سيد حلبتهم المستر سليري، ثم قبلها كل واحد منهم قبلة الوداع.
فتح المستر سليري ذراعيه، وأمسك سيسي من كلتا يديها، كما لو كان لا يزال سيد ركوب الخيل وأنها نزلت لتوها على الأرض من فوق ظهر حصان.
قال المستر سليري: «وداعا، يا عزيزتي! هذه هي آخر كلماتي إليك، كوني مطيعة للمستر جرادجرايند، وانسينا نسيانا تاما، ولكن عندما تكبرين وتتزوجين، وتصيرين غنية، فإن التقيت بأي سيرك، فلا تشمئزي منه، يجب تسلية الناس.» ثم استطرد كلامه يخاطب زائريه بقوله: «ليس بوسع كل إنسان أن يعمل باستمرار، أو يتعلم باستمرار، يا سيدي!»
أعلنت فلسفة سليري وهم يهبطون السلم، وسرعان ما غاب الأشخاص الثلاثة وسط ظلام الشارع، من أمام عين الفلسفة الثابتة، وعينها المتحركة.
الباب السابع
مسز سبارسيت
Bilinmeyen sayfa