فسأله متهكما: ولماذا لم يطلعني أنا على رغباته؟
فقال جبل: هذا سره وهو به أعلم.
فضحك الأفندي ضحكة حانقة وقال: إنك حاو بحق وجدارة، ولكنك لا تقنع بألاعيب الحواة، وإنما تطمع في اللعب بالوقف كله!
فقال جبل دون أن يزايله هدوءه: علم الله أني ما جاوزت الحق، فلنحتكم إلى الجبلاوي نفسه إن استطعت، أو إلى شروطه العشرة!
فانفجر غضب الأفندي؛ اربد وجهه وارتعشت أطرافه وصاح: أيها اللص المحتال! لن تنجو من مصيرك الأسود ولو اعتصمت بقمة الجبل!
وهتفت هدى: يا للشقاء! ما كنت أتوقع أن تجيئني بهذه التعاسة كلها يا جبل!
فتساءل جبل في عجب: أيحدث هذا كله لا لشيء إلا لأنني طالبت بحق آلي المشروع؟!
فصرخ الأفندي بأعلى صوته: اخرس يا محتال، يا حشاش، يا حارة حشاشين يا أولاد الكلب، اخرج من بيتي، وإن عدت إلى هذيانك قضيت على نفسك وعلى أهلك بالذبح كالنعاج.
فقطب جبل غاضبا وصاح: احذر أن يحيق بك غضب الجبلاوي.
فهجم الأفندي على جبل ولكمه في صدره العريض بأقصى قوته.
Bilinmeyen sayfa