Aklın Yanılgıları: Francis Bacon'ın 'Yeni Organon' Üzerine Bir Okuma
أوهام العقل: قراءة في «الأورجانون الجديد» لفرانسيس بيكون
Türler
5
وأما البوصلة فقد قهرت جهل الناس بالأرض، وأتاحت لهم التعرف على أصقاع العالم والإبحار فيما وراء «عمودي هرقل»؛
6 «فحتى القرن الخامس عشر لم تكن السفن تغامر بالابتعاد عن الخطوط الساحلية للمحيط الأطلسي؛ وذلك لأسباب منها أنه لم يكن هناك جدوى من ذلك، ولكن السبب الأهم هو أنه لم يكن من المأمون المغامرة بدخول مناطق لم تكن فيها أية معالم توجه الملاح ... لقد كان العالم بالنسبة لإنسان العصور الوسطى حيزا ساكنا متناهيا محكم التنظيم. فلكل شيء فيه وظيفته المقدرة، بدءا من النجوم التي ينبغي أن تسير في فلكها، حتى الإنسان الذي يتعين عليه أن يعيش ملتزما المركز الاجتماعي الذي ولد فيه. غير أن عصر النهضة قد زعزع بجرأة أركان هذه الصورة الهادئة المسالمة.»
7
فمنذ زادت المعرفة قل الخوف، وضعف تفكير الناس في عبادة المجهول واشتد في محاولة التغلب عليه، وعملت كل نفس نشطة بثقة جديدة، وانهارت الحدود ولم يعد هناك حدود أمام ما يمكن الإنسان أن يصنع. وراحت السفن تخوض العالم، وتجاوزت حدود التطرف والإفراط التي يصورها مثل قديم عن سفينة تعود بعد أن وصلت إلى مضيق جبل طارق في البحر المتوسط وقد نقش عليها عبارة: «لا إفراط ولا تفريط». لقد كان عصر تحقيق وأمل وعنف لبدايات ومشاريع جديدة في كل ميدان، عصرا انتظر صوتا ينادي به وروحا محللة تجمل روحه وتشحذ عزمه.
8
في مقدمة كتابه «تفسير الطبيعة» يقول بيكون: «لقد اعتقدت بأنني ولدت لخدمة الناس، وقدرت أهمية الخير العام ... فسألت نفسي عن أكثر الأمور نفعا للناس، وما هي المهمات التي أعدتني الطبيعة لأدائها أو ما هي المهمات التي تتناسب مع مؤهلاتي الطبيعية، وبعد بحث لم أجد عملا يستحق التقدير أكثر من اكتشاف الفنون والاختراعات والتطور بها للرقي بحياة الإنسان ... لقد وجدت في طبيعتي مقدرة على البحث عن الحقيقة، وعقلا دوارا يكفي للبحث عن تلك الغاية العظيمة، أعني إدراك الأمور المتشابهة، وفي الوقت نفسه فقد كان عقلي مركزا تركيزا ثابتا لملاحظة أوجه الخلاف، وكانت بي رغبة للبحث ومقدرة على إرجاء الرأي بالصبر والتأمل والتفكير والقبول بحرص، والاستعداد لتصحيح الانطباعات المزيفة وترتيب أفكاري في عناء وشك وريبة، لم تكن بي لهفة للجديد أو تقدير أعمى للقديم، وكانت لدي كراهية شديدة لكل ادعاء وتدجيل من كل نوع؛ لهذه الأسباب جميعا وجدت في طبيعتي وميولي نوعا من الصلة والقرابة التي تربطني بالحقيقة.»
9
الفصل الثالث
أوهام العقل
Bilinmeyen sayfa