Aklın Yanılgıları: Francis Bacon'ın 'Yeni Organon' Üzerine Bir Okuma
أوهام العقل: قراءة في «الأورجانون الجديد» لفرانسيس بيكون
Türler
82
هذا النوع من العمليات هو فعل أولي؛ إذ إن منهج إنتاج طبيعة واحدة هو نفسه منهج إنتاج طبائع عدة، مع فارق واحد هو أن إنتاج طبائع عديدة في آن معا هو أمر عليه قيود وحدود، وليس من السهل ضم طبائع كثيرة معا إلا بالطرائق المألوفة الشائعة من الطبيعة. على أننا ينبغي أن نقول إن هذا المنهج من مناهج العمل (الذي ينظر بعين الاعتبار إلى الطبائع البسيطة وإن كانت في جسم مركب) ينطلق مما هو ثابت أزلي كلي في الطبيعة، ويتيح فرصا هائلة للقدرة البشرية مما لا يحيط به ولا يتصوره الفكر البشري في حالته الراهنة.
أما النوع الثاني من المبدأ (الذي يعتمد على اكتشاف العملية الكامنة) فلا ينطلق من الطبائع البسيطة، بل من الأجسام المركبة كما توجد في الطبيعة في السياق المعتاد للأشياء، مثال ذلك أن موضوع البحث قد يكون عن البدايات الأولى والطريقة والمراحل التي يتكون بها الذهب (أو أي معدن أو حجر آخر) من المواد أو العناصر الأصلية إلى المعدن المكتمل، أو بالمثل العملية التي تتكون بها النباتات بداية من تصلب النسغ في التربة، أو من البذور، وحتى النبات المكتمل خلال التتابع المنظم للتغيرات والجهود المتنوعة والدائبة للطبيعة، أو التقدم المنتظم لتكون الحيوانات منذ الإخصاب حتى الولادة، وكذلك الأمر في بقية الأجسام.
فهذا البحث لا ينظر فقط في تكون الأجسام، بل ينظر أيضا في الحركات والعمليات الأخرى للطبيعة، فينظر مثلا إلى الحالة التي يكون فيها موضوع البحث هو عن العملية الكلية والفعل المستمر للتغذية، بداية من تناول الغذاء وحتى التمثل التام،
83
أو يكون موضوع البحث هو عن الحركة الإرادية في الحيوانات، بداية من الانطباع الحسي الأصلي، مرورا بالنشاط المستمر للروح وصولا إلى ثني الأطراف أو تحريكها، أو يكون موضوع البحث هو تفسير حركة اللسان والشفاه وبقية الأعضاء وصولا إلى تلفظ الكلمات ونطقها؛ فهذه الأبحاث أيضا متعلقة بطبائع مركبة؛ أي طبائع متواشجة في بنية، وتأخذ بالاعتبار عادات معينة وخاصة للطبيعة دون القوانين الأساسية والعامة التي تشكل «الصور»
Forms . إلا أن على المرء أن يعترف أن هذا المنهج يبدو أسهل من المنهج الأولي وأقرب منه تناولا وأوثق وعدا بالنتائج.
وبنفس الطريقة فإن الجانب العملي المناظر لهذا الجانب النظري يتوسع في نشاطه ويمتد به من الأشياء الاعتيادية المألوفة في الطبيعة إلى الأشياء اللصيقة بها أو غير البعيدة عنها كثيرا. أما العمليات الأكثر عمقا وجذرية على الطبيعة فتعتمد اعتمادا كليا على المبادئ الأولية، وفضلا عن ذلك، فحيثما انتفت قدرة البشر على فعل أي شيء عدا المعرفة، مثلما هو الحال في علم الفلك (فليس بوسع الإنسان أن يؤثر على الأجرام السماوية أو يغيرها أو يحولها) فإن دراسة الوقائع نفسها - إلى جانب معرفة العلل والتوافقات - لتعود بالمرء إلى المبادئ الكلية الأولية عن الطبائع البسيطة (عن طبيعة الدوران التلقائي مثلا، أو طبيعة الجذب أو القوة المغناطيسية، أو عن أشياء أخرى عديدة أكثر إلفا من الأجرام السماوية نفسها). فلا يأملن أحد في حسم مسألة هل الأرض أم السماء هي التي تدور في الحركة اليومية ما لم يفهم أولا طبيعة الدوران التلقائي. (6) غير أن «العملية الكامنة»
latent process
التي سأتحدث عنها هي شيء مختلف تماما عما يمكن أن يدور بخلد الناس بالنظر إلى شواغلهم الراهنة؛ فأنا لا أعني بها مقاييس معينة أو علامات أو مراحل نمو مشهودة في الأجسام، بل أعني عملية مستمرة تماما تفلت في معظمها من إدراك الحواس.
Bilinmeyen sayfa