وإن عبدوا غيري وإن كان قصدهم
سواي وإن لم يظهروا قصد نيتي
1
عبدة الأصنام عبدوك من وراء حجاب، وتوسلوا إليك بالأسباب، والساجدون للنار تهافتوا على ضيائك، وهرعوا إلى ثنائك. قدسوك في إحدى آياتك، وعظموا لك إحدى علاماتك، وعباد الكواكب اهتدوا بالنجوم إليك، فسبحوا لها وإنما ثناؤهم عليك. أنت أنت القصد وإن جاروا، وأنت أنت المعبود وإن حاروا. وكهنة طيبة ومنف أشادوا بذكرك، وجهدوا أن يقدروك حق قدرك، وبابل في زيغها لم تكن إلا بابا لك،
2
ونينوى في وثنيتها كانت معبدك. أقاموا من أجلك التماثيل، ولاح لهم نورك من خلال الأباطيل، واليونان ألهوا آثارك، وأكثروا أسماءك. وما أثينا وزوس وأبولون إلا رموز حكمتك وقدرتك وعلمك وعظمتك. ألفاظ شتى لمعنى موحد، وصور شتى لجوهر فرد، كالماء نبت منه الحلو والمر، والعقيم والمثمر، ودل عليه النجم والشجر، والشوك والزهر.
رب! وهل رتل البراهمة إلا فرقانك، وطلبوا في الكهوف إلا عرفانك؟ وهل انفتحت عن بوذا زهرة الكنج إلا لذكرك؟
3
وهل هجر العالم إلا لوجهك؟ وهل أملى كونفشيوس إلا تعليمك ؟ وهل أراد زردشت إلا ذكرك؟ وهل ضمن كتاب الأبستاق
4
Bilinmeyen sayfa