وقرأ عمر في الركعة الأولى سورة «ص»، وسجد حين قرأ آية السجدة:
وظن داوود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب ، ثم قرأ في الركعة الثانية أول سورة الإسراء «سورة بني إسرائيل»، وفيه وصف ما أصابهم على يد البابليين.
ثم تقدم إلى الكناسة؛ الكناسة التي تراكمت على البيت حين أخرب وهجر، والتي عجز اليهود أنفسهم عن إزالتها حين ملكوا أمر البيت.
تقدم إلى الذلة المكدسة على الحرم، تقدم عمر ليزيلها عن البيت، كما أزال عن أهله الظلم والقسوة، تقدم أمير المؤمنين وجثا، وقال: أيها الناس، اصنعوا كما أصنع. وحثا في فرج من فروج قبائه. وإنما فعل عمر ما فعل تكريما للبيت، وتطهيرا وإيذانا بهذا العهد؛ عهد الطهارة والكرامة.
وسمع عمر التكبير فقال: ما هذا؟ فقالوا: كبر كعب وكبر الناس بتكبيره، فقال: علي به، فأتي به فقال: يا أمير المؤمنين، إنه قد تنبأ على ما صنعت اليوم نبي منذ خمسمائة سنة، فقال: وكيف؟ فقال: إن الروم أغاروا على بني إسرائيل، فأديلوا عليهم، فدفنوه، ثم أديلوا، فلم يفرغوا له حتى أغارت عليهم فارس،
11
فبغوا على بني إسرائيل، ثم أديلت الروم عليهم إلى أن وليت،
12
فبعث الله نبيا على الكناسة، فقال: أبشري أوري شلم، عليك الفاروق، ينقيك مما فيك. أتاك الفاروق في جندي المطيع، ويدركون لأهلك بثأرك في الروم.
لقد لبث اليهود خمسمائة سنة ينتظرون أن تطلع شمس الإسلام ويأتي الفاروق، ليحثو التراب في قبائه، ويأمر الناس بتطهير البيت المقدس، وما فقدوا رعاية الإسلام من بعدها إلا تسعين عاما غلب فيها أهل الصليب، فأصاب البيت المقدس ما أصابه، حتى استرجعه رجل من رجال المسلمين، ملك، يتشبه بعمر بن الخطاب في الإشادة بعدل الإسلام، ومرحمة الإسلام. رحم الله صلاح الدين يوسف بن أيوب.
Bilinmeyen sayfa