وبهذا يرد على الذين يقولون: إنه من المحال ترجمة الشعر شعرا؛ لأن الروح الشعرية جوهر حي وإن تغلغلت في أسلوب الشاعر وموسيقاه وألفاظه المختارة وقوالبه الملائمة، ولكن إذا وجد الشاعر الذي تنسجم نفسه ونفسية الشاعر المنقول عنه وتتجاوب معها فليس أمر الترجمة الشعرية محالا ولا لغوا، وحسبنا أن نشير إلى الروائع الشعرية الفاتنة التي أخرجها صديقي الشاعر الموهوب الفنان الدكتور إبراهيم ناجي حينما ترجم «دعاء الراعي» عن هيني، فقال:
يا أيها الحمل الوديع أنا الذي
يحنو عليك أنا الحبيب الراعي
كم ليلة والرعب يمشي في الدجى
والهول منتشر على الأصقاع
أغفيت في كنفي وفي ظل الكرى
كالطفل في أمن من الأوجاع
يا رب قد وهت العصا واستأثرت
غير الليالي بالقوي الباع
يا رب إن تك قد حكمت بفرقة
Bilinmeyen sayfa