ولكن في قلب كل شتاء ربيع يختلج، ووراء نقاب كل ليل صبح يبتسم ، وها قد تحول قنوطي إلى أمل!
وماذا عسى أن أقول عن رجل يوقفه الله بين امرأتين: امرأة تحول من أحلامه يقظة، وامرأة تحول من يقظته أحلاما؟
ماذا أقول عن قلب يضعه الله بين سراجين؟
ماذا أقول عن هذا الرجل؟
هل هو كئيب؟ هل هو سعيد؟ هل هو غريب عن هذا العالم؟
لا أدري، ولكني أسألك: هل تريدين أن يبقى غريبا عنك؟
هل هو غريب، وليس في الوجود من يعرف كلمة من لغة نفسه؟ لا أدري ولكني أسألك: أولا تريدين محادثته بهذه اللغة وأنت أعرف الناس بها؟!
هل هو كئيب؟ هل هو سعيد؟ هل في هذا العالم كثيرون يفهمون لغة نفسك؟
أنت، وأنا، يا مي من الذين حبتهم الحياة بالأصدقاء والمحبين والمريدين، ولكن قولي لي: هل يوجد بين هؤلاء الغيورين المخلصين من نستطيع أن نقول له: «ألا فاحمل صليبي يوما واحدا؟» هل منهم من يعلم أن وراء أغانينا أغنية لا تسجنها الأصوات ولا ترتعش بها الأوتار؟ هل بينهم من يعلم بالفرح في كآبتنا والكآبة في فرحنا؟
قد تقولين لي: أنت فني، وأنت شاعر، ويجب عليك أن تكون مقتنعا بأنك فني وشاعر، ولكن يا مي أنا لست بفني وشاعر، قد صرفت أيامي مصورا كاتبا، ولكن أنا لست في أيامي وليالي!
Bilinmeyen sayfa