لماذا؟!
أي مسرة أنت ملاق في النكال والإيلام؟ إنك القادر، ونحن ضعاف. إنك العظيم، ونحن بائسون. نحن أشرار، وأنت كل الصلاح. أما كان الغفران أجدر بعظمتك؟ أوما كانت ملاشاتنا أوفق لرحيب قدرتك؟
نفسي اليوم حزينة، وحزنها قائم، أفكر في الأوراق المتناثرة، وفي الأحياء الذين يضحكون، وفي الموتى الذين مضوا كأنهم لم يكونوا.»
مي
وصلت هذه الرسالة إلى الأستاذ العقاد، وكان على أهبة السفر إلى القاهرة، فنظم لها أبياتا بعنوان «تبكين». ولما حضر إلى منزله بمصر الجديدة بعث بها داخل خطاب إليها بتاريخ 17 نوفمبر سنة 1925، وهي عشرة أبيات جاء فيها:
تبكين، وا لهف الفؤاد يذيبه
ذاك الحنين يذوب في خديك
أيراك باكية وأنت ضياؤه
ونعيم عيشي كله بيديك
وعزيزة تلك الدموع فليتها
Bilinmeyen sayfa