أثر العلم الشرعي في مواجهة العنف والعدوان

Abdulaziz bin Fawzan Al-Fawzan d. Unknown
39

أثر العلم الشرعي في مواجهة العنف والعدوان

أثر العلم الشرعي في مواجهة العنف والعدوان

Yayıncı

الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات

Türler

٢- وعن أبي هريرة ﵁ أن النبي ﷺ قال: «ألا من قتل نفسًا معاهدة لها ذمة الله وذمة رسوله، فقد أخفر ذمة الله، فلا يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفًا» (١) . ٣- عن أبي بكرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «من قتل معاهدًا في غير كنهه (٢) حرم الله عليه الجنة» (٣) وفي رواية للنسائي: «من قتل نفسًا معاهدة بغير حلها حرم الله عليه الجنة أن يشم ريحها» . قال العلامة الشوكاني: "المعاهد: هو الرجل من أهل دار الحرب يدخل إلى دار الإسلام بأمان، فيحرم على المسلمين قتله بلا خلاف بين أهل الإسلام حتى يرجع إلى مأمنه، ويدل على ذلك أيضًا قوله تعالى: ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ﴾ [التوبة: ٦] . وقوله: لم يرح رائحة الجنة، بفتح الأول من يرح، وأصله راح الشيء أي وجد ريحه، ولم يرحه أي: لم يجد ريحه، ورائحة الجنة: نسيمها الطيب، وهذا كناية عن عدم دخول من قتل معاهدًا الجنة، لأنه إذا لم يشم نسيمها وهو يوجد من مسيرة أربعين عامًا لم يدخلها.

(١) رواه الترمذي: ١٤٠٣، وابن ماجة: ٢٦٨٧، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. (٢) أي: في غير وقته الذي يجوز فيه قتله. (٣) رواه أبو داود:٢٧٦٠، والنسائي: ٤٧٤٧، وفي السنن الكبرى: ٦٩٤٩، والدارمي: ٢٥٠٤، وأحمد ٥ / ٣٦، ٣٨، والبيهقي في السنن الكبرى: ٩ / ٢٣١.

1 / 39