155

Özgürlük Eseri

آثرت الحرية

Türler

كان «كوزلوف» متقدما في السن، شديد العطف على الناس، معنيا بكل قلبه برفاهية العمال، أما «ستاروستين» فقد كان رجلا من الطراز الأول من حيث مقدرته على الصعود في سلم الوظائف، أما فيما عدا ذلك فهو بليد الذهن، وكان منظره - كمخبره - غليظا قذرا، ولحسن الطالع لم يكن له من النفوذ بقدر ما كان له من ضخامة المنصب، وذلك بحكم كونه موظفا في نقابات العمال، فلم يكن لرجال نقابات العمال أدنى الخطر؛ لأنه لم يكن في وسعهم أن ينبسوا ببنت شفة، بله أن يتخذوا قرارات فيما يعرض من الشئون، دون استئذان الحزب.

كان النظام كله، الذي يضع شئون العمال في يد حاكم مستبد، أثرا عجيبا باقيا على الزمن منذ الماضي البعيد، ولم يكن هذا الوضع من المخادعة في شيء؛ إذ لم يكن بين الناس أحد خدعته ألاعيب الاجتماعات والقرارات، وأبعد الناس انخداعا بمثل هذه الأشياء هم العمال أنفسهم، فأعضاء النقابات من هؤلاء العمال لم يعرفوا سوى أن النقابات تتقاضاهم رسوما تقتطعها اقتطاعا من أجورهم الضئيلة، فإن كان هذا شأن النقابات، فلا غرابة أن يبلغ نفوذ «ستاروستين» من الضعف حدا بحيث لا يأبه له رجل من كبار الموظفين، أما «كوزلوف» فكانت كل كلمة تنحدر من شفتيه بمثابة القانون.

كنا نحن الزعماء بطبيعة الحال على صلة شديدة بعضنا ببعض، فعرف كل منا عن الآخر جوانب ضعفه وشذوذه، مما أدى إلى عدم ارتياحنا بعض لبعض، وكان ثمة رجل يدعى «برودسكي» وهو أمين سر اللجنة المحلية في نيقوبول، التي هي فرع من الحزب، كان هذا الرجل كذلك شديد الرقابة لما يدور في مصانعنا، ولئن كانت له في ذلك عين واحدة، فقد كان لرجل آخر - هو «دوروجان» رئيس الشرطة السياسية في نيقوبول - مئات العيون يرقبنا بها، مستعينا في ذلك «بالإدارة الخاصة» و«القسم السري» في مصنعي، وطوائف من المخبرين المحترفين والمتطوعين والمجبرين ممن تراهم في كل «مصنع» أو مكتب أو مصلحة.

كان «دوروجان» فظا سريع الغضب، له وجه كوجه الكلب الإنجليزي، فهو رجل كأنما صاغه الخالق من الحجر الأعبل ليكون شرطيا في أي نظام حكومي كائنا ما كان، وإني لأذكر رجالا من أمثاله أيام أن كانت الشرطة السياسية تطارد أبي في عهد القيصر، وكانت الشرطة السياسية قد غيرت اسمها منذ عهد قريب، فلم تعد كما كانت «القسم السياسي التابع للدولة»، بل أصبحت تسمى «هيئة الشئون الداخلية»، وأصبح اختصارها هذه الأحرف:

N. K. V. D.

وهكذا تبدلت عليها الأسماء واحدا بعد واحد (

cheka

ثم

G. P. U.

ثم

Bilinmeyen sayfa