Mısır Eserleri Arap Edebiyatında
الآثار المصرية في الأدب العربي
Türler
الأرض، وكل شيء يخشى عليه من الدهر إلا الهرمان؛ فإنه يخشى على الدهر منهما.»
24
وذلك إحساس رأيناه في الشعر أيضا كما في قول عمارة اليمني.
وأعجب ضياء الدين بن الأثير بارتفاع الهرمين، فقال في حديثه عن مصر: «وبه من عجائب الآثار ما لا يضبطها العيان فضلا عن الإخبار؛ من ذلك الهرمان اللذان هرم الدهر وهما لا يهرمان، قد اختص كل منهما بعظم البناء وسعة الفناء، وبلغ من الارتفاع غاية لا يبلغها الطير على بعد تحليقه، ولا يدركها الطرف على مدى تحديقه، فإذا أضرم برأسه قبس ظنه المتأمل نجما، وإذا استدار عليه قوس السماء كان له سهما.»
25
ولم أجد في وصفهما شيئا أبعد عن الصواب من تصوير أحد الكتاب لها بأنها بعض لعب يتزين بها.
26
ومن كل ذلك يتبين أن الشعر في القديم صور حيرة الناس إزاء الأهرام، وأعلن إعجابه العميق ببنائها وبناتها، ومضى يسجل إحساسه نحوها، وإن لم يستطع في أكثر الأحوال أن يرتفع إلى مستوى عال ينبض بالقوة والحياة.
ومما يلحظ أن الذي حظي من الشعر في العصر القديم بأوفى نصيب إنما هما هرما الجيزة الكبيران. أما غيرهما من باقي الأهرام، بما في ذلك هرم الجيزة الأصغر، فلم يحظ بنصيب من التقدير. ويرجع سبب ذلك إلى ما اختص به الهرمان الكبيران من ضخامة وإتقان بناء. •••
ونالت الآثار المصرية، ومن بينها الأهرام، عناية كثير من الشعراء في العصر الحديث؛ نرى بشائر ذلك فيما قاله السيد علي الدرويش، المتوفى سنة 1853م، في الهرمين الكبيرين:
Bilinmeyen sayfa