Halep'te İslami ve Tarihi Eserler
الآثار الإسلامية والتاريخية في حلب
Türler
الإهداء
مقدمة
الباب الأول
في ذكر الآثار الإسلامية بمدينة حلب
اللائحة الأولى
اللائحة الثانية
تذييل
الباب الثاني
اللائحة الثالثة
فهرس المراجع
Bilinmeyen sayfa
ملحق الصور1
الإهداء
مقدمة
الباب الأول
في ذكر الآثار الإسلامية بمدينة حلب
اللائحة الأولى
اللائحة الثانية
تذييل
الباب الثاني
اللائحة الثالثة
Bilinmeyen sayfa
فهرس المراجع
ملحق الصور1
الآثار الإسلامية والتاريخية في حلب
الآثار الإسلامية والتاريخية في حلب
تأليف
محمد أسعد طلس
الإهداء
إلى الصديق الوفي ابن حلب البار، معالي الدكتور عبد الوهاب عوض وزير المعارف.
عرفانا بنبل نفسه وسعة علمه، ورعايته للعلم والفن والأدب.
المخلص
Bilinmeyen sayfa
أسعد طلس
دمشق 1 / 1 / 1957
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، وبعد، فإن مدينة الشهباء مدينة خالدة ممتازة بآثارها الإسلامية الجليلة، وبالشواهد التاريخية الأثيلة، التي تجعلها في مصاف أعظم مدن الإسلام، من حيث العمران وفن الريازة العربية، منذ فجر عصر الإسلام إلى أواخر العصر العثماني.
وقد رأيت أن الكتاب المتقن الذي ألفه المستشرق العلامة الفرنسي البروفسور جان سوفاجه، أستاذي وصديقي المؤرخ المحقق، الذي أغرم بالشهباء غراما شديدا، حتى ألف عنها كتابه الضخم الذي نال به شهادة الدكتوراه؛ هو كتاب مفيد، دقيق رصين على صغره، فعمدت إلى تعريبه، تعريبا أمينا وعلقت عليه تعاليق مفيدة، ثم أضفت إليه معلومات نسيها أو أهملها، وأصلحت أخطاء وقع فيها أو توهمها، فجاء هذا الكتاب وافيا في وصف آثار هذه المدينة الخالدة، التي أعتز بالنسبة إليها؛ وأحرص على إشادة مناقبها، وحفظ تراثها.
والله - سبحانه - أسأل أن يوفقني إلى إظهار محاسن تراث العرب والإسلام في هذه الديار من الوطن العربي الإسلامي الأكبر، إنه سميع مجيب.
ولا يسعني في ختام هذه الكلمة إلا أن أشكر أخي وصديقي العالم الأثري الدكتور سليم عادل عبد الحق مدير الآثار العام، الذي تفضل بنشر هذا الكتاب ضمن مجموعة مطبوعات مديرية الآثار العامة، فإنه - حفظه الله - عامل على إحياء آثار ديارنا، مشجع للباحثين والمؤلفين فيها، والله الموفق.
محمد أسعد طلس
دمشق 1 / 3 / 1956
Bilinmeyen sayfa
الباب الأول
في ذكر الآثار الإسلامية بمدينة حلب
قل أن تجد في الشرق الأدنى مدينة تضارع حلب فيما تحتوي عليه من الآثار الإسلامية التي تعين على دراسة تاريخ الريازة الإسلامية،
1
ويمكننا أن نضعها بعد مدينة القاهرة مباشرة، على الرغم من أن كثيرا من الأمكنة الأخرى تحتوي على عدد من الآثار الجميلة الإسلامية، التي تقدم لمؤرخ الحضارة الإسلامية نماذج متنوعة؛ فالقدس الشريف مثلا لا يحتوي إلا على آثار دينية، وإستانبول وقونية، اللتان ازدهرتا ثم سقطتا مع الخلافة الإسلامية العثمانية، تحتويان على آثار تمثل لنا قرنين أو ثلاثة، ودمشق نفسها لم تحافظ على مميزاتها العمرانية الخاصة؛ لأنها كانت دوما معرضة للتأثير الأجنبي.
2
أما حلب فهي، على العكس، تقدم لنا سلسلة متواصلة الحلقات من الآثار المدنية، والدينية، والعسكرية، منذ نهاية القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي) إلى أيامنا هذه، ويلاحظ أن تلك السلسلة الأثرية ذات أنماط مختلفة، وطابع خاص، وأنها تاريخ للمدينة على توالي حقبها، واختلاف ريازاتها.
إن حلب، في العصور الإسلامية الأولى، وفيما قبل الإسلام، كانت بليدة ثانوية محصورة بين مدينتين عظيمتين، هما: «أنطاكية» عاصمة سورية الشمالية، و«قنسرين» عاصمة الديار الحلبية، وفي أيام الحمدانيين لمع نجمها فترة ثم خبا.
ومنذ عهد الصليبيين لمع حظ هذه المدينة؛
3
Bilinmeyen sayfa
ففي عهد السلاجقة غدت حلب، بسبب وقوعها على تخوم بلاد الرافدين، مركز سياستهم في الشرق، كما غدت مركز الدعاية ضد الدولة الفاطمية المتشيعة، وفيها أسست أول مدرسة سورية.
وفي نهاية القرن السادس للهجرة (الثاني عشر الميلادي) ابتدأت نهضة المدينة، على الرغم من الغزو التتري الكاسح في سنة 658ه/1260م، ذلك الغزو الذي خلفها خرابا مدة ربع قرن، فإنها استمرت في نهضتها قدما.
ومنذ هذا العهد صارت حلب مركز القيادة الحربية لحماية حدود الإمبراطورية الشامية-المصرية ضد الصليبيين، حكام أنطاكية، ثم ضد كافة الغزاة القادمين من المشرق ومن قليقية، فقد صارت عاصمة المملكة فترة ما، ثم استقلت وغدت إمارة مهمة، وقد كان ملوكها وأمراؤها لا يفتئون يشيدون فيها العمائر الدينية.
لقد غدت حلب، وبخاصة بعد أن احتل الصليبيون أنطاكية وبعد أن دمرها - أي أنطاكية - الظاهر بيبرس ؛ المركز التجاري الإسلامي لتجارات إيران والهند، كما غدت الثغر الإسلامي الثاني بعد القسطنطينية وأزمير، واشتهرت أسواقها وخاناتها بعظمها وتعددها، وهكذا صارت حلب تحتوي على عدد عظيم من الأبنية الدينية، والعمائر المدنية، التي تتكون منها مجموعة لا تقدر لدراسة تاريخ الحياة الاجتماعية في الشرق الإسلامي.
مزايا آثار حلب
إن مزايا آثار حلب تنقسم إلى قسمين: مزايا علمية، ومزايا فنية. أما المزايا العلمية فهي: أن آثار حلب تنتظم مجموعة متناسقة من الأبنية، لها طابع خاص، قليل التأثر بالعناصر الخارجية، مشارك لبعض العناصر المعمارية الجميلة التي تظهر على كنائس منطقة أنطاكية ذات الطابع السوري، مما يمكن للإسلام أن يستسيغه بعد التحوير الضروري الذي أذهب بعض رونقها، ولكنها مع ذلك ظلت جميلة.
ولقد كان للمزايا العلمية المعمارية التي تتجلى في آثار مدرسة حلب المعمارية، تأثير كبير على الأبنية الإسلامية في سورية كلها بسبب طابعها البارز، وبسبب بنائيها البارعين. ولقد كان لها تأثير واضح حتى على الفن المعماري المصري، على الرغم من ضآلة ذلك التأثير؛ فلا شك في أنه بوساطتها انتقلت إلى القاهرة بعض المؤثرات المعمارية المعروفة في بلاد الرافدين، وأرمينية، وهضبة الأناضول (مثل طرز البناء النخروبي ذي المتدليات)، كما أنه بوساطتها انتقل إلى البلاد الإسلامية في حوض البحر الأبيض المتوسط، بعد العصر السلجوقي؛ طراز بناء «المدرسة» وطريقة «الكتابة النسخية» على المعاهد، فإن في حلب اليوم آثارا ل «كتابات نسخية» هي من أقدم الكتابات في العالم الإسلامي (في المدرسة المقدمية)، و«كتابة كوفية» هي من أقدم الكتابات المعروفة (على منارة الجامع الأموي).
ومن جهة ثانية، إن آثارها تجعلنا نرى، بجلاء ودقة وتسلسل، مقدار الإتقان المعماري، وتطور الأفكار الدينية، والإدراك الفني، والتنظيم التجاري والصناعي في سورية الإسلامية.
وأما «المزايا الفنية»: فتكاد تكون مزايا الجمال الفني مفقودة في الأغلب؛ وذلك لأن الآثار الإسلامية - وبخاصة في حلب - هي كما قلت في مكان آخر: «كانت تشيد بوحي عليه مسحة دينية، ولكنه مصنوع بحساب ودقة وفطانة، ولئن خلا من الفخامة والإغراب، فإنه يشتمل على الاتساق والبساطة. وكان الفنان المسلم يفتش عن «السطر» قبل أن يفتش عن «اللون»، كما يفتش عن «المنطق» قبل أن يفتش عن «النقش»، وعن «الوضوح» قبل «اللمعان».»
4
Bilinmeyen sayfa
وكان «الجمال» في الآثار الإسلامية الحلبية غالبا ما يكون بنواحيه الفنية، ويتطلب دائما لتذوقه ملكة خاصة، ومع هذا فإن بساطة البناء وتواضع زخرفته، وهدوء سطوره وجمال تناسقه، تجعلنا نكبر جهود أوروبا المعاصرة التي تفتش عن الريازة العربية الصافية.
إحصاء آثار حلب
إن الإحصاء الوحيد الذي أعرفه عن آثار حلب، هو إحصاء الشيخ كامل الغزي،
5
ولكنه إحصاء يجمع على صعيد واحد أبنية مختلفة الجنس والموضوع، ولا يعتمد على مخطط يصلح لإحصاء تلك الآثار.
وقد عمدت في إحصاء الآثار على الخطة التالية:
قسمت المدينة إلى أقسام، ثم طفت كل قسم شارعا فشارعا، وحارة فحارة، على قدمي معتمدا على خارطة المدينة (حجمها 1 / 10000)، وحددت عليها مواقع الآثار القديمة بالتقريب، ثم حققت تلك المواضيع على مخطط مصلحة السجل العقاري.
وقد أحصيت مواضع ما ينوف على 300 أثر، مع العلم بأنه لا يصح الجزم بأن هذا الإحصاء تام، بل ينبغي أن ننتظر ظهور آثار أخرى في بعض الأحياء المكتظة بالدور، والمشوهة بأبنية جديدة، لا يمكن معرفة الآثار القديمة إلا بهدم تلك الأبنية المستجدة.
إن «مصلحة الآثار القديمة» في فرنسة - وهي مصلحة غنية برجالاتها وبمعلوماتها الأثرية الواسعة - تكتشف في كل سنة كثيرا من الآثار المجهولة في بعض صحون الدور القديمة، أو تحت الخرائب، فتضاف تلك الآثار الجديدة إلى الإحصاء الرسمي.
وقد حدث معي في حلب أن اكتشفت أثرين صدفة، وبمجرد أن وجدت بابا مفتوحا بعض الفتح، وهما الأثران المرقمان برقم «19» و«38» (مطبخ العجمي، المراحيض العامة في سوق المناديل)، فهذا دليل على ما قلت آنفا، ولا بد أن تظهر في المستقبل آثار يجب أن تضاف إلى الإحصاء المعروف.
Bilinmeyen sayfa
وبعد، فأنا واثق من أن الإحصاء الذي أقدمه هو إحصاء غير تام، ولا يصح أن يتخذ أساسا لمخطط أثري كامل.
تنظيم الآثار بحلب
لقد نظمت لائحتين للآثار بحلب، بناء على رغبة دائرة البلدية، هما:
أولا:
لائحة تشتمل على الآثار المهمة ذات الدرجة الأولى مما تجب صيانته مهما كلف الأمر؛ لأنها آثار أساسية تمثل الريازة السورية-الإسلامية، في حلب، ثم إن هذه الآثار - فضلا عن قيمتها التاريخية - ما يزال أغلبها كاملا أو كالكامل، وهي ذات قيمة فنية، وفائدة علمية لا شك فيها.
وقد عمدت في أول بحثي عن هذه الآثار إلى الأمور الآتية: (أ)
ذكر رقم المحضر والمنطقة لكل أثر.
6 (ب)
إعادة نشر مخطط مصغر للأثر إن كان منشورا من قبل، أو وضع مخطط أصنعه أنا بحسب دراساتي الخاصة، وتلافيا مما قد يكون من الأخطاء، أذكر محضر «التحديد والتحرير»؛ لأنه يحول دون وقوع الأخطار مؤقتا إلى أن تقوم الدراسات العلمية التامة. (ج)
ذكر تاريخ البناء واختصاصه أو الغرض منه. (د)
Bilinmeyen sayfa
ما يجب عمله لصيانة ذلك الأثر مؤقتا إلى أن يتم إصلاحه وترميمه بشكل نهائي.
ثانيا:
لائحة تشتمل على ذكر المواضع الأثرية، ذات الدرجة الثانية، والتي يجب ألا تصل إليها معاول التهديم مهما أمكن ذلك، إما لنواحيها المعمارية الهامة، أو لطبيعتها الفنية الأثرية.
هذا مع العلم بأن عهد بعض هذه الآثار يرجع إلى زمن قريب من آثار اللائحة الأولى (مثل الآثار المرقمة بالأرقام التالية: 83، 86، 88، 92، 117، 118، 121). وبعضها قد لعبت به الأيدي، ولم يبق من بنائه القديم إلا جزء منه مثل منارته أو واجهته. ولهذه الآثار أهمية معمارية ثانوية، وبصيانتها تتجمل المدينة (مثل الآثار المرقمة بالأرقام التالية: 78، 90، 95، 97، 103، 109). وبعضها يمكن التضحية ببنائه القديم وإعادة بنائه مجددا (مثل الآثار المرقمة بالأرقام التالية: 79، 80، 81، 91، 113).
والخلاصة أنه لا يصح أن يصيب هذه الآثار جميعا شيء من التحوير أو الهدم بدون موافقة دائرة الآثار.
ويلاحظ أنني في اللائحة الثانية لم أتوسع كما توسعت في اللائحة الأولى، وإنما اكتفيت بذكر رقم محضر التحديد والتحرير، مع ذكر المنطقة أو بعض المعلومات القليلة حول تاريخ البناء، والغرض منه.
ويمكن هدم الآثار التي لم تذكر في اللائحتين، إلا إذا كانت قد اكتشفت بعد تنظيم هاتين اللائحتين، ويجب أن ينقل إلى المتحف جميع الكتابات والحجارة المنقوشة والمحاريب وغيرها من آثار تلك الأطلال، مهما كانت حالتها. •••
إن ما على هذه الآثار من «الكتابات» و«الأوصاف» في أكثر آثار حلب لم تنشر بعد نشرا علميا، فيجب العمل على نشرها؛ لأن في ذلك إحياء لتاريخ المدينة ولتاريخ الفن الإسلامي وتاريخ المؤسسات الإسلامية.
وإن الآثار المذكورة في اللائحتين يبلغ عددها «121» أثرا، وإذا استثنينا ال «44» أثرا المذكورة في اللائحة الثانية، والتي لا أهمية رئيسية لها، بقي ال «77» أثرا التي يجب العناية الشديدة بها وحفظها.
وإن آثار اللائحة الأولى هي التي تقف حجر عثرة أمام تطور المدينة العمراني وشق الطرق الحديثة، باستثناء الجامع الكبير والقلعة والأسواق القديمة.
Bilinmeyen sayfa
وهناك أيضا آثار بعيدة عن أن يصيبها شيء؛ لوقوعها خارج المدينة، وهي الآثار المرقمة بالأرقام التالية: «11، 13، 14، 20، 22، 25، 26، 27، 31، 50، 51، 52، 61، 75».
وهناك أيضا آثار تلي هذه الآثار في الإمكان أن يصيبها شيء، وهي المرقمة بالأرقام التالية: «24، 29، 30، 34، 35، 42، 54، 55، 56، 58، 68».
أما ال «49» أثرا الباقية فإنه من العسير جدا أن يعتريها أي تحوير، وأظن أنه من الصعب جدا أن أحذف من هذه الآثار ال «49» أي أثر دون أن يكون ثمة محذور كبير.
وعلى سبيل المقارنة أذكر أن الآثار الإسلامية التي تعنى بحفظها جمعية الآثار القديمة في القاهرة كانت بحسب إحصاء سنة 1919م قد بلغت «523» أثرا.
ما يجب عمله للعناية بهذه الآثار الجليلة
إن آثار حلب كانت مبنية بعناية شديدة، كما كانت مصنوعة من مواد أولية جد متينة، ويلاحظ أن ما حافظ منها على مظهره الأولي وحالته الطبيعية، ما يزال بحالة جيدة.
وإن كثيرا من المساجد، والخانات الكبيرة، لا يحتاج إلى إصلاح كبير، أو على الأصح، لا يحتاج إلا إلى ترميم بسيط، وكثير منها لا يحتاج لإعادته إلى حالته الأولى، إلا إلى إزالة بعض الحوانيت التي أقيمت حواليه، أو إلى رفع بعض الحواجز والحيطان التي شوهته، أو إلى تنظيف واجهته وما إلى ذلك.
على أن هناك بعض الآثار التي قد بدلت تبديلا واضحا أو أضحت منذ قرون مهملة تمام الإهمال، يسكنها الفقراء ويبنون فيها أو عليها ما يشوه جمالها، أو يشيدون بحجارتها الأثرية القديمة غرفا ومنتفعات لهم، أو يشيدون الشبابيك والأقواس أو يحفرون الأرصفة والساحات لوضع أعمدة محدثة، أو يشوهون الحيطان والقباب بالدخان والسخام؛ فالأثر رقم «17» قد حولت إحدى قاعاته إلى مزبلة، والأخرى إلى مراحيض، وفي الأثر رقم «35» وجدت نجفة الباب الخشبية المزخرفة قد شوهت بطبقة سميكة من الدخان يجعل من الصعب جدا تبين نقوشها وزخارفها.
وفي الأثر رقم «37» وجدت مشربيتي الإيوانين مفقودتين.
وفي الأثر رقم «27» وجدت فطائس متفسخة في القبلية.
Bilinmeyen sayfa
وقد تحول الأثر رقم «26»، الذي هو من أجمل آثار المدينة، إلى خرابة تتقذى بها العين ...
إن كل هذه الآثار يحتاج إلى عناية شديدة، وجهد ترميمي عظيم، يحتاج إلى نفقات باهظة؛ ولكن مما لا شك فيه أن الحالة الحاضرة تقضي الاكتفاء ولو بمبلغ ضئيل لإصلاح المهم من ذلك، كما أنه ينبغي أن يشرع في إخلاء هذه الآثار من السكان؛ فإن أحدا ممن يحتلونها لا يملك الوثائق القانونية لذلك.
أما الآثار التي يجب إخلاؤها من سكانها فورا، فهي الآثار المرقمة بالأرقام الآتية: «17، 18، 26، 27، 31، 32، 37، 48»، ويليها في ذلك الآثار المرقمة بالأرقام الآتية: «11، 14، 19، 50، 51، 52، 61، 70، 74».
وإن هذه العملية إذا ما تمت وجب أن تنظف هذه الآثار الجليلة من الردم والأقذار التي تدنسها، ويجب حين القيام بهذه العمليات، جمع كافة القطع والأحجار والزخارف الفنية وإعادتها إلى أماكنها، كما يجب أن يخصص مفتش يعهد إليه بتفتيش آثار المدينة والرقابة على أعمال الإصلاح والترميم.
7
ومما هو جدير بالذكر أن كثيرا من هذه الآثار قد أصابه وهن كبير، وليس من الصعب معالجة ذلك. وقد بينت في كتاب لي مؤرخ بيوم 19 آذار من السنة الماضية، الحالة التي وصلت إليها واجهة الأثر المرقم برقم «18»، وقبة الإيوان الشمالي للأثر المرقم برقم «31» الذي تبلغ تحميلته عشرة أمتار؛ فإنه يكاد يفقد كل مونته، والواجهة الشمالية للأثر رقم «71» فإنها قد تضررت من ضغط القباب ... وهناك أمثلة أخرى.
على أنه يمكن في كثير من الحالات أن يكتفى ببضعة أكياس من الأسمنت لإصلاح ما عبثت به الأيام في بعض الآثار، كما يجب أن توضع بعض الركائز الآن لتحول دون تجديد البناء في المستقبل، مما يتماشى مع مبادئ صيانة الآثار التاريخية، وإن المشاكل المالية والشرائط الفنية المطلوبة لصيانة هذه الآثار أمور يجب ألا نهملها.
وبسبب حالة بعض الآثار يجب علي أن ألح لاتخاذ بعض الإجراءات السريعة.
8
هوامش
Bilinmeyen sayfa
اللائحة الأولى
ترتيب الآثار
1 (1) سور المدينة
2
لهذا السور أهمية عظيمة؛ لأنه الوحيد من نوعه في الشرق الإسلامي. على أن في مدينتي ديار بكر والقدس الشريف، سورين أكمل من سور مدينة حلب، إلا أن سور القدس مبني في القرن الخامس عشر الميلادي (القرن العاشر للهجرة) أيام الدولة العثمانية، وليست له القيمة الأثرية والتاريخية التي لسور مدينة حلب من حيث فن الريازة العربية العسكرية، وأن بلاد دول الانتداب الفرنسي (يقصد المؤلف سوفاجه ب «بلدان دول الانتداب» الجمهورية السورية، والجمهورية اللبنانية؛ فإنهما كانتا في ذلك الحين دولتين تحت الانتداب الفرنسي في الشرق) ليس فيها بلدة لها سور أفضل بناء من سور مدينة حلب. على أن سور مدينة مصياف أبسط في بنائه، ولكنه أحدث عهدا من سور مدينة حلب. (1-1) حائط السور
إن الجزء الذي يستحق البقاء من حائط السور هو الجزء الذي يبدأ من باب الجنان إلى باب قنسرين، والجهة الغربية وجزء من الجهة الجنوبية.
ويلاحظ أن هذا الجزء مكون من بناء يرجع إلى ثلاثة عهود:
أولها:
عهد بناء الأساس، وهو مكون من حجارة ضخمة ارتفاعها خمسون سنتيما، ووجود بعض الأبراج المدورة يفيدنا أنه مبني قبل القرن الثالث عشر للميلاد. وقد يكون من بناء العهود القديمة.
وثانيها:
Bilinmeyen sayfa
عهد الطبقة التي تلي الأساس، ويرجع هذا إلى القرن الثالث عشر، وهي طبقة متقنة البناء.
وثالثها:
عهد الطبقة العليا، ويرجع هذا إلى أيام المماليك، وفي بعض الجهات يرجع إلى عهد جد حديث.
ويلاحظ أن الحجارة المكتوبة التي تؤرخ تلك العهود لا وجود لها أصلا، هو في حالة جد سيئة، ولكن بعض الأبراج الفخمة ما يزال موجودا وإن كان في الأغلب مبنيا بناء حديثا يرجع إلى القرن الخامس عشر، وحالته حسنة.
وإن أعمال الترميم - فيما يظهر لي - ليست بضرورية الآن، ولكن ينبغي إخلاء الأبراج. وهناك عمل بسيط يجب الشروع فيه؛ وهو أن في نهاية الجهة الغربية من السور شارعا عريضا تمر فيه حافلات الترام الكهربائية، فيكفي هدم المخازن، ومصانع الحجارين الواقعة بين الشارع والسور لإيجاد منطقة خالية من أي بناء، يبلغ عرضها حوالي ثلاثين مترا.
أما الجهة الجنوبية من السور - وهي التي ليست مغطاة بأي بناء حديث - فإن الخندق أمامها يصونها،
3
ولكن يجب من هذه الناحية إيجاد منطقة خالية عرضها مساو لعرض المنطقة الغربية.
وفي حالة هدم السور تجب ملاحظة الأمور الآتية: (أ)
يجب أن تبقى في مكانها بقايا الحائط الواقع على الأراضي الصخرية التي تقع في شمالي مقبرة الجبيلة. (ب)
Bilinmeyen sayfa
يجب أن تبقى الكتابة الباقية في مكانها على السور في الحائط الشرقي لجامع ألطنبغا. (ج)
يجب أن تحفظ الحجارة القديمة بالقدر الممكن من أماكن مصونة، ويمكن أن تسد بها الثقوب الواقعة في السور أو ترمم بها القلعة.
4 (1-2) باب النصر
5 (انظر مخططه في الوجه «1» من المقال الذي نشره سوفاجه عن «سور مدينة حلب البدائي»، الذي نشره في مجموعة المعهد الفرنسي بدمشق سنة 1929
Mélanges de l’Institut Français de Damas ) بني في السنوات الأول من القرن الثالث عشر للميلاد. وقد هدم الجزء الرئيسي منه ففتح طريق عام، ولكن برجيه الدفاعيين ما يزالان محفوظين تماما.
يجب صيانة ما تبقى من هذا الأثر الفخم بإزاحة الدكاكين التي تكاد تغطيه. (1-3) باب أنطاكية
6 (انظر مخططه في الوجه «1» من المقال الذي نشره سوفاجه عن سور مدينة حلب.)
بني في سنة 1245م/631ه، وقد جدد في مناسبات متعددة. وإن نجفته متكسرة يجب إصلاحها، كما يجب هدم الدكاكين التي تشوهه، وقد أقيم أمامه مركز كهربائي منذ عهد قريب. (1-4) باب قنسرين
7 (له مخطط، وعنه بحث للأب رباط في «مجلة العاديات» بحلب، عنوانه «أبواب حلب»، حزيران سنة 1931.)
يرجع عهده إلى ما قبل القرن الثالث عشر الميلادي، على الرغم من الكتابة التي على الباب الخارجي. إن نجفة الباب الخارجي مفككة. (1-5) باب الفرج
Bilinmeyen sayfa
8
لم يبق منه إلا برج جدد بناؤه أيام قايتباي في النصف الثاني من القرن الخامس عشر للميلاد. (1-6) باب المقام ⋆
9
جدد بناءه برسباي
10
في القرن الخامس عشر.
وهو الباب الوحيد في حلب، الذي له دهليز إلى يمينه، وتجب صيانته تماما. (1-7) باب الحديد ⋆
11
ويسمى قديما باب القناة. (له مخطط وبحث نشرهما سوفاجه في مقاله عن «أسوار حلب».)
بناه قانصوه الغوري سنة 915ه/1500م، وحالته العمرانية جيدة جدا. (1-8) باب الجنان ⋆
Bilinmeyen sayfa
12
لم يبق منه إلا برج واحد، جدد بناؤه في سنة 920ه/1514م. تجب صيانته مع الواجهة الغربية للسور. (1-9) القلعة ⋆ (لها مخطط عام، وبحث في مجلة
Der Islam
للأستاذ
Sobernheim
عنوانه «الكتابات العربية في مدينة حلب» 1926.)
إن القلعة هي أجل الآثار الحلبية الجليلة، تقع على رابية نصفها طبيعي ونصفها اصطناعي، كان يقوم من فوقها - بدون شك - أكروبول المدينة
Acropol .
وقد اكتشف المسيو بلوا ده روترو
بئرا قديمة وبقايا آثار بعض الأبنية البيزنطية.
Bilinmeyen sayfa
على أن بعض أبراج الجهتين، الغربية والشمالية، يرجع إلى منتصف القرن الثاني عشر للميلاد، ويمكن أن يقال بوجه تقريبي إن القلعة بشكلها الحالي ترجع إلى عهد السلطان الملك الظاهر غازي، أي بعد سنة 1209م/605ه.
كما أن قسما كبيرا منها يرجع إلى القرن الرابع عشر، والقرن الخامس عشر، والقرن السادس عشر للميلاد.
وللتعمق في الاطلاع على وصفها يرجع إلى كتاب السيد بلوا ده روترو «قلعة حلب وما حولها»، وقد طبع بالفرنسية بحلب سنة 1931م.
13
أما التنظيم الذي يجب أن يشمل جميع الفضاء المحيط بالجانب الخارجي للخندق فيكون كما يلي: (1)
يجب تحديد حرم للقلعة مرتفع في منطقة قدرها خمسون مترا، يحسب معها الطرف الخارجي للخندق. (2)
يجب إزالة كل بناء محدث على الساحة الممتدة جنوبي القلعة؛ حيث كان سوق الخيل قديما، وكان ينبغي ألا تبنى السراي الحكومية حيث بنيت.
ولما كانت القلعة لم تعد مقرا للأجناد، وجب أن يجعل سقف ثكناتها على مستوى إفريز السور ذي الشرفات.
إن جهودا عظيمة ونفقات باهظة يجب أن تبذل لصيانة هذا الأثر العظيم وحفظه على شكله الحالي.
وقد رمم المدخل، والأماكن التي جرت فيها الحفريات قد حصنت بالحديد، ولكن السور متهدم، ويزداد تهدمه يوما بعد يوم، فيجب أن يفحصه مهندس معماري، ثم يرمم قطعة قطعة بحسب إمكانية الأعمال.
Bilinmeyen sayfa
ومهما كانت المبالغ المقدرة لترميم القلعة مرتفعة، فإنها ينبغي أن لا تحول دون ذلك؛ لأن القلعة تعتبر جزءا كبيرا من رونق المدينة ، وإذا كانت التلة التي شيدت القلعة عليها قد أخذت تفقد تاجها السوري - نسبة إلى سور القلعة - فإنها تصبح ذات طابع حزين ومهمل إذا لم يعتن بها،
14
كما هو الحال في قلعتي حمص وحماة، وبهذا تفقد الشهباء رونقها وطابعها.
15 (1-10) الجامع الكبير ⋆
المنطقة «السابعة»، المحضر «3001 / 2» في محلة سويقة علي.
16
لا شك في أن بناء الجامع الأموي الكبير قديم جدا، ولكنه جدد مرات عديدة.
17
أما بناؤه الحالي فلا يصعد إلا إلى عهد المماليك باستثناء المنارة المشيدة سنة 1090م/482ه، وأنها عمل رئيسي في الريازة السورية الإسلامية.
وأما منبره الخشبي المكفت فإنه يرجع إلى القرن الرابع عشر للميلاد، وفيه خشبيات أخرى قديمة هي المقصورة الشرقية، والشبكة التي تفصل بين القبلتين والباب إلى يمين المنبر.
Bilinmeyen sayfa
والمسجد بحالة حسنة، وتجب العناية بالخشبيات القديمة، كما تجب صيانة الكتابة المنقوشة على الخشب فوق المدخل الشرقي. (1-11) مقام الصالحين ⋆
المنطقة «12»، المحضر «128 / 4».
هو محل عبادة قديم جدا، فيه صخرة تروي الأخبار أنها ترجع إلى أيام إبراهيم
18
صلى الله عليه وسلم
أكثر بنائه اليوم حديث، ولكن محرابه مؤرخ بسنة 1105م / 545ه، ومن ورائه منفذ ينفذ إلى مصلى صغير.
19
وعلى الباب متدليات من الحجارة البركانية (البازلت)، وفوقها كتابة جميلة بالقلم الكوفي على مرمر أبيض.
20
يجب أن يخلى من السكان.
Bilinmeyen sayfa
21 (1-12) جامع القيقان ⋆
22
المنطقة «7» المحضر «1019 / 4» بمحلة العقبة.
23
من العسير جدا تحديد زمان بناء هذا المعبد الصغير المصنوع من الحجارة القديمة، وعليه كتابات حثية وعبرية، وفيه أعمدة عتيقة جدا.
ويغلب على ظني أنه يرجع إلى القرن الثاني عشر للميلاد على الأقل. (1-13) قبور قديمة
24 (أ)
قبر في مقبرة الصالحين، على بضعة أمتار من جنوبي مقام الصالحين (رقم 11)، وعلى هذا القبر كتابة لا يعرف اسم صاحبها، وهي غير مؤرخة، ولكنها ترجع إلى حوالي سنة 1125م/520ه، والكتابة بقلم كوفي مزهر.
وقد هدم هذا القبر في الفترة الأخيرة جماعة من اللصوص، ولكن دار الآثار أعادته إلى حالته الأولى.
يجب وضع تصوينة حديدية له.
Bilinmeyen sayfa