Athar al-Milal wa al-Nihal al-Qadimah fi Ba'd al-Firaq al-Muntasibah ila al-Islam

Abdul Qadir Atta Sufi d. Unknown
26

Athar al-Milal wa al-Nihal al-Qadimah fi Ba'd al-Firaq al-Muntasibah ila al-Islam

أثر الملل والنحل القديمة في بعض الفرق المنتسبة إلى الإسلام

Yayıncı

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Baskı Numarası

السنة السادسة والثلاثون

Yayın Yılı

العدد الخامس والعشرون بعد المائه ١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م

Türler

الباطنيَّة؛ كالإسماعيليَّة، والنُّصَيْرِيَّة، والدروز معتقد تناسخ الأرواح، واستغلّته “لنسخ مبدأ المعاد، وإنكار الجنَّة والنَّار، والطعن بالفرائض، وإباحة المحرَّمات”١. فالإسماعيليَّة يعتقدون أنَّ أرواح مخالفيهم لا تزال تتناسخها الأبدان، وتتعرَّض فيها للألم والأسقام؛ فلا تُفارق بدنًا، إلاّ ويتلقَّاها آخر، وهذا هو عقابها٢. يقول أحدُ دعاتهم - وهو إبراهيم بن الحسين الحامدي (ت ٥٥٧؟) - مقرِّرًا ذلك: “إنَّ النَّفس في عالم الكون والفساد كائنة في الأجساد، وهي الأرواح الهابطة للزلَّة التي كانت منها، والخطيئة التي جَنَتْها؛ فأُهبطت وأُبعدت من دار الكرامة، فبقيت معذَّبة مربوطة بالطبيعة الحسيَّة، والتكليفات اللازمة لها في الشرائع النَّاموسيَّة، جزاء لها بما أسلفت”٣. فأرواح المخالفين للإسماعيليَّة تبقى محبوسة في الأبدان أبد الدهر، والبدن بالنسبة لها هو القبر؛ كما ورد في تأويلاتهم الباطنيَّة: “والقبر: فهو الصورة الجسمانيَّة، والهياكل الجرمانيَّة”٤. واعتقد النُّصيريَّة كذلك تناسخ الأرواح، وقالوا: “ليس قيامة، ولا آخرة، وإنَّما هي أرواحٌ تتناسخ بالصور، فمن كان محسنًا، جُوزي بأن يُنقل روحه إلى جسدٍ لا يلحقه فيه ضررٌ ولا ألم، ومن كان مسيئًا، جُوزي بأن يُنقل روحه إلى أجسادٍ يلحق الروح في كونه فيها الضرر والألم، وليس شيء غير ذلك، وأنَّ الدنيا لا تزال أبدًا هكذا”٥.

١ الشعوبيَّة حركة مضادَّة للإسلام والأمَّة العربيَّة لعبد الله سلُّوم السامرائي ص ٦٢. ٢ انظر الإفحام لأفئدة الباطنيَّة الطغام ليحيى بن حمزة العلوي ص ٢١. ٣ كنز الولد للحامدي ص ١١٢-١١٣. ٤ الدستور ودعوة المؤمنين للحضور لشمس الدين الطيبي ص ٩٣. ٥ نقل هذا المعتقد عنهم: أبو الحسن الأشعري في مقالات الإسلاميِّين ١/١١٩.

1 / 72