ودعوا النَّاس إليها.
وليست الهندوسيَّة هي الديانة - الهنديَّة - الوحيدة التي قالت بالتثليث، بل شاركتها البوذيَّة أيضًا١.
وكذا كانت العقيدة المصريَّة القديمة - أولًا - قائمة على تقديس ثالوثٍ مكوَّنٍ من (أوزيريس) - إله الإنبات والخصوبة، أو إله النيل ـ، وزوجته (إيزيس) - إلهة الحكمة والتشريع والسحر ـ، وابنه (هوروس) - إله الإنتاج والعمارة ـ، والجميع يرجع إلى إلهٍ واحدٍ٢.
ومن المؤكَّد أنّ النصرانيَّة المحرَّفة استمدت فكرة الأقانيم الثلاثة من الهندوسيَّة، أو من العقيدة المصريَّة القديمة، فخرجت على النَّاس بمعتقد التثليث: الأب، والابن، وروح القدس.
يقول بطرس البستاني [١٨٨٢م]: (كلمة الثالوث تُطلق عند النَّصارى على وجود ثلاثة أقانيم معًا في اللاهوت، تُعرف بالآب، والابن، والروح القُدُس) ٣. وهذه الأقانيم كلمة سريانيَّة الأصل، مفردها "أقنوم"، وهو الشخص الكائن المستقلّ بذاته.
وهذا هو التثليث، الذي أخذته النصرانية - بعد انحرافها - عن الوثنيِّين.
ولندع الكلام لشاهدٍ من أهلها؛ وهو (ول ديورانت) [Will Diorant]، يتحدَّث عن هذا التأثُّر، فيقول: “لمَّا فتحت المسيحيَّة روما، انتقل إلى الدين الجديد دماء الدين الوثني القديم: لقب الحبر الأعظم، وعبادة الأم العظمى،