48

At-Tuhfa An-Nadiyyah Sharh Al-`Aqeedah Al-Waasitiyyah

التحفة الندية شرح العقيدة الواسطية

Yayıncı

مركز النخب العلمية-القصيم

Baskı Numarası

الثانية

Yayın Yılı

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م.

Yayın Yeri

بريدة

Türler

والإِيمَانِ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ،

الشرح
وَفِيهِ يُرَكَّبُ» (^١).
الركن السادس: الإيمان بالقدر خيره وشره:
المراد بالقدر: تقدير الله تعالى للأشياء.
متى كتب الله المقادير؟
كتب الله المقادير قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، جاء ذلك صريحًا في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ﵄، قال سمعت رسول الله ﷺ يقول: «كَتَبَ اللهُ مَقَادِيرَ الخلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ» (^٢).
قوله: «والإِيمَانِ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»: هنا وصف القدر بوصفين الخير والشر، فأما وصف القدر بالخير فواضح لا إشكال فيه.
والإشكال: كيف يوصف القدر بالشر؟
الجواب عن ذلك: أن المراد شر المقدور لا شر القدر الذي هو فعل الله وتقديره، فإن فعل الله تعالى لا يوصف بالشر، بل كل أفعاله خير وحكمة.
ولهذا قال تعالى على لسان الجن: ﴿وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ

(^١) أخرجه مسلم (٤/ ٢٢٧١) رقم (٢٩٥٥).
(^٢) أخرجه مسلم (٤/ ٢٠٤٤) رقم (٢٦٥٣).

1 / 53