172

At-Tawdih ar-Rashid fi Sharh at-Tawhid

التوضيح الرشيد في شرح التوحيد

Türler

الشِّرْحُ
- قَوْلُهُ (اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ): (يُعْبَدُ) صِفَةٌ لِلوَثَنِ، وَهِيَ صِفَةٌ كَاشِفَةٌ، أَيْ: إَنَّ القُبُوْرَ تَصِيْرُ أَوْثَانًا إِذَا عُبِدَتْ مِنْ دُوْنِ اللهِ تَعَالَى. (١)
- قَوْلُهُ (لِابْنِ جَرِيْرٍ): هُوَ الإِمَامُ الحَافِظُ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيْرٍ بْنِ يَزِيْدَ الطَّبَرِيُّ (٢)، صَاحِبُ التَّفْسِيْرِ وَالتَّارِيْخِ وَالأَحْكَامِ وَغَيْرِهَا.
قَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ ﵀: (لَا أَعْلَمُ عَلَى الأَرْضِ أَعْلَمَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِيْرٍ، وَكَانَ مِنَ المُجْتَهِدِيْنَ لَا يُقَلِّدُ أَحَدًا)، (ت ٣١٠ هـ». وَمِمَّا تَجْدُرُ الإِشَارَةُ إِلَيْهِ أَنَّهُ غَيْرُ (مُحَمَّدِ بنِ جَرِيْرِ بنِ رُسْتُمٍ؛ أَبِي جَعْفَرٍ الطَّبَرِيِّ) فَهَذَا الأَخِيْرُ رَافِضِيٌ. (٣)
- قَوْلُهُ (عَنْ سُفْيَانَ) الظَّاهِرُ: أَنَّهُ سُفْيَانُ بْنُ سَعِيْدٍ بْنِ مَسْرُوْقٍ الثَّوَرِيُّ؛ أَبُو عَبْدِ اللهِ الكُوْفِيُّ، ثِقَةٌ حَافِظٌ فَقِيْهٌ إِمَامٌ عَابِدٌ، كَانَ مُجْتَهِدًا; وَلَهُ أَتْبَاعٌ يَتَفَقَّهُوْنَ عَلَى مَذْهَبِهِ، (ت ١٦١ هـ)، مِنْ طَبَقَةِ كِبَارِ الأَتْبَاعِ الَّذِيْنَ لَمْ يَلْقَوا الصَّحَابَةَ. (٤)
- قَوْلُهُ (عَنْ مَنْصُورٍ): هُوَ ابْنُ المُعْتَمِرِ؛ أَبُو عَتَّابٍ السُّلَمِيُّ، ثِقَةٌ ثَبْتٌ فَقِيْهٌ، (ت ١٣٢ هـ)، مِنَ الطَّبَقةِ الصُغْرَى مِنَ التَّابِعِيْنَ. (٥)
- قَوْلُهُ (عَنْ مُجَاهِدٍ): هُوَ مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ؛ أَبُو الحَجَّاجِ المَخْزُوْمِيُّ المَكِّيُّ، ثِقَةٌ إِمَامٌ فِي التَّفْسِيْرِ، أَخَذَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِ، وُلِدَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ ﵁، (ت ١٠٤ هـ)، مِنَ الطَّبَقَةِ الوسْطَى مِنَ التَّابِعِيْنَ. (٦)
- قَوْلُهُ (أَبُو الجُوْزَاءِ): هُوَ أَوْسُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الرَّبَعِيُّ، (ت ٨٣ هـ)، مِنَ الطَّبَقةِ الوسْطَى مِنَ التَّابِعِيْنَ. (٧)

(١) قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ عُثَيْمِيْن ﵀ فِي كِتَابِهِ (القَوْلُ المُفِيْدُ) (٤٢٣/ ١): (صَحِيْحٌ أَنَّهُ يُوْجَدُ أُنَاسٌ يَغْلُوْنَ فِيْهِ، وَلَكِنْ لَمْ يَصِلُوا إِلَى جَعْلِ قَبْرِهِ وَثَنًا، وَلَكِنْ قَدْ يَعْبُدُوْنَ الرَّسُوْلَ ﷺ وَلَوْ فِي مَكَانٍ بَعِيْدٍ، فَإِنْ وُجِدَ مَنْ يَتَوَجَّهُ لَهُ ﷺ بِدُعَائِهِ عِنْدَ قَبْرِهِ، فَيَكُوْنُ قَدْ اتَّخَذَهُ وَثَنًا، لَكِنَّ القَبْرَ نَفْسُهُ لَمْ يُجْعَلْ وَثَنًا).
قُلْتُ: وَقَدْ حَمَى اللهُ تَعَالَى القَبْرَ بِأَنْ جَعَلَ حَوْلَهُ مِنَ الجُدْرَانِ مَا لَا يَقْدِرُوْنَ مَعَهُ عَلَى مُبَاشَرَتِهِ وَاسْتِلَامِهِ أَصْلًا.
(٢) وَهُوَ غَيْرُ الشَّيْخِ مُحِبِّ الدِّيْنِ الطَّبَرِيِّ؛ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ شَيْخِ الحَرَمِ؛ وَهُوَ فَقِيْهٌ مُحَدِّثٌ شَافِعِيٌّ (ت ٦٩٤ هـ)، لَهُ كِتَابُ الأَحْكَامِ فِي الحَدِيْثِ.
وَهُمَا أَيْضًا غَيْرُ الشَّيْخِ الكَيَا الطَّبَرِيِّ؛ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الهَراسيِّ، أَبِي الحَسَنِ؛ عِمَادِ الدِّيْنِ، وَهُوَ فَقِيْهٌ شَافِعِيٌّ (ت ٥٠٤ هـ)، لَهُ كِتَابُ شِفَاءِ المُسْتَرْشِدِيْنَ، وَنَقْضُ مُفْرَدَاتِ أَحْمَدَ، وَكُتُبٌ فِي أُصُوْلِ الفِقْهِ.
(٣) اُنْظُرْ سِيَرَ أَعْلَامِ النُّبَلَاءِ (٢٨٢/ ١٤)، (٢٦٧/ ١٤) لِلْحَافِظِ الذَّهَبِيِّ ﵀.
(٤) وَأَمَّا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ الهِلَالِيُّ؛ فَإِنَّ وَفَاتَهُ سَنَةَ (١٩٨ هـ). اُنْظُرْ سِيَرَ أَعْلَامِ النُّبَلَاءِ (٢٢٩/ ٧) لِلْحَافِظِ الذَّهَبِيِّ ﵀.
(٥) اُنْظُرْ سِيَرَ أَعْلَامِ النُّبَلَاءِ (٤٠٢/ ٥) لِلْحَافِظِ الذَّهَبِيِّ ﵀.
(٦) اُنْظُرْ سِيَرَ أَعْلَامِ النُّبَلَاءِ (٤٤٩/ ٤) لِلْحَافِظِ الذَّهَبِيِّ ﵀.
(٧) اُنْظُرْ (الثِقَاتُ) لِابْنِ حِبَّانَ (٤٢/ ٤).

1 / 172