At-Tawdih ar-Rashid fi Sharh at-Tawhid
التوضيح الرشيد في شرح التوحيد
Türler
(١) وَكَقَوْلِهِ تَعَالَى ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُوْنِ اللهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيْبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُوْنَ﴾ (الأَحْقَاف:٥). (٢) وَهُمْ يَعْبُدُوْنَهَا لِأَنَّهَا تَدُلُّ عَلَى أَصْحَابِهَا، وَلَيْسَ لِذَاتِهَا؛ كَمَا تَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ آيَةُ سُوْرَةِ نُوْحٍ؛ فقَالَ تَعَالَى: ﴿وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاَعًا وَلَا يَغُوْثَ وَيَعُوْقَ وَنَسْرًا﴾ (نُوْح:٢٣)، فَفِي التَّفْسِيْرِ المَأْثُوْرِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِ مِنَ السَّلَفِ: (أَسْمَاءُ رِجَالٍ صَالِحِيْنَ مِنْ قَوْمِ نُوْحٍ، فَلَمَّا هَلَكُوا أَوْحَى الشَّيْطَانُ إِلَى قَوْمِهِمْ أَنْ انْصِبُوا إِلَى مَجَالِسِهِمُ الَّتِيْ كَانُوا يَجْلِسُوْنَ أَنْصَابًا وَسَمُّوهَا بِأَسْمَائِهِمْ، فَفَعَلُوا فَلَمْ تُعْبَدْ، حَتَّى إِذَا هَلَكَ أُوْلَئِكَ وَتَنَسَّخَ العِلْمُ عُبِدَتْ). رَوَاهُ البُخَارِيُّ (٤٩٢٠) وَغَيْرُهُ. وَمَعْنَى (وَتَنَسَّخَ العِلْمُ): أَيْ: عِلْمُ تِلْكَ الصُّوَرِ بِخُصُوصِهَا.
1 / 103