التوسل أنواعه وأحكامه

Naser al-Din al-Albani d. 1420 AH
30

التوسل أنواعه وأحكامه

التوسل أنواعه وأحكامه

Araştırmacı

محمد عيد العباسي

Yayıncı

مكتبة المعارف للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الطبعة الأولى ١٤٢١ هـ

Yayın Yılı

٢٠٠١ م

Yayın Yeri

الرياض

Türler

أحل لك أن تفض - وفي رواية لمسلم: "يا عبد الله اتق الله، ولا تفتح" - "الخاتم إلا بحقه، فتحرجت من الوقوع عليها، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي، وتركت الذهب الذي أعطيتها، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها". قال النبي ﷺ: "وقال الثالث: اللهم إني استأجرت أجراء، فأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب، فثمرت أجره، حتى كثرت منه الأموال، فجاءني بعد حين فقال: يا عبد الله أدّ لي أجري، فقلت له: كل ما ترى من أجرك، من الإبل والبقر والغنم والرقيق. فقال: يا عبد الله! لا تستهزئ بي. فقلت: إني لا أستهزئ بك، فأخذه كله، فاستاقه، فلم يترك منه شيئًا. اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة ... فخرجوا يمشون" ١. ويتضح من هذا الحديث أن هؤلاء الرجال المؤمنين الثلاثة حينما اشتد بهم الكرب، وضاق بهم الأمر، ويئسوا من أن يأتيهم الفرج من كل طريق إلا طريق الله ﵎ وحده، فلجأوا إليه، ودعوه بإخلاص واستذكروا أعمالًا لهم صالحة، كانوا تعرفوا فيها إلى الله في أوقات الرخاء، راجين أن يتعرف إليهم ربهم مقابلها في أوقات الشدة، كما ورد في حديث النبي ﷺ الذي فيه: ".. تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة" ٢ فتوسلوا إليه سبحانه بتلك الأعمال؛ توسل الأول ببره والديه، وعطفه عليهما،

١ رواه البخاري في كتاب الإجارة واللفظ له ولمسلم والنسائي وغيرهم. ٢ رواه أحمد عن ابن عباس وإسناده صحيح لغيره كما بينته في "ظلال الجنة تخريج السنة" لابن أبي عاصم. يراجع "١٣٨".

1 / 35