111

التوسل أنواعه وأحكامه

التوسل أنواعه وأحكامه

Araştırmacı

محمد عيد العباسي

Yayıncı

مكتبة المعارف للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الطبعة الأولى ١٤٢١ هـ

Yayın Yılı

٢٠٠١ م

Yayın Yeri

الرياض

Türler

ترى فهل يستطيع أحد أن يقول عنا حين نمنع السجود لرسول الله ﷺ: إننا ننكر جاهه ﷺ وقدره؟: كلا ثم كلا. وكذلك فهل يستطيع أحد أن يبني على ثبوت جاه النبي ﷺ ثبوت السجود له والركوع؟ أيضا نقول: كلا ثم كلا. فظهر من هذا بجلاء إن شاء الله تعالى أنه لا تلازم بين ثبوت جاه النبي ﷺ وبين تعظيمه بالتوسل بجاهه ما دام أنه لم يرد في الشرع. هذا، وإن من جاهه ﷺ أنه يجب علينا اتباعه وإطاعته كما يجب إطاعة ربه، وقد ثبت عنه ﷺ أنه قال: "ما تركت شيئًا يقربكم إلى الله إلا أمرتكم به" ١ فإذا لم يأمرنا بهذا التوسل ولو أمرَ استحباب فليس عبادة، فيجب علينا اتباعه في ذلك وأن ندع العواطف جانبًا، ولا نفسح لها المجال حتى ندخل في دين الله ما ليس منه بدعوى حبه ﷺ، فالحب الصادق إنما هو بالاتبْاع، وليس بابتداع كما قال ﷿: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ ومنه قول الشاعر: تعصى الإله وأنت تظهر حبه ... هذا لعمرك في القياس بديع لو كان حبك صادقًا لأطعته ... إن المحب لمن يحب مطيع أثران ضعيفان: ١- أثر الاستسقاء بالرسول ﷺ بعد وفاته: وبعد أن فرغنا من إيراد الأحاديث الضعيفة في التوسل، وتحقيق

١ رواه الشافعي والطبراني وغيرهما.

1 / 117